هذا مَثَلٌ تَضْرِبُه العربُ لكل من كان ذا رياسةٍ, أو مكانة؛ فيرون أنه لا بد له من تلك الضريبة, بحيث يصيبه من الإساءة, وسوء الظن ما يصيبه؛ لأن مكانته تَفْرِضُ عليه أن يعامل أناساً ذوي طبائع مختلفة, وأمزجة متباينة؛ فينتج من جرَّاء ذلك أذى, وعنتٌ كَحَالِ الرأس من البدن؛ فإن الرأس غالباً ما يشتكي من الصداع لأدنى عارضٍ يصيب الجسم.
ولكن الذي يوطِّن نفسه على ذلك يصبح ذلك الصداع جزءًا لا يتجزأ من حياته؛ فلا يبالي به, ولا يتشكي, أو يتبرم منه، وتلك منزلة تحتاج إلى تدريب, ومراوضة للنفس.
ولا يستغني عن ذلك التوطين مَنْ كان أباً, أو معلِّماً, أو مديراً, أو قاضياً, أو رئيساً؛ لأن كلَّ أولئك محتاج إلى توطين نفسه على ملاقاة الأذى الذي لا بد منه لكل من اتصف بوصف الرأس.
* جامعة القصيم