|
عاشت بنت يتيمة مع عمها وزوجته الغيورة، التي كانت تكرهها وتحقد عليها وتشي بها إلى عمها الذي كان كثيراً ما يؤنبها، فتبكي المسكينة لأنها لم تفعل شيئاً يستحق التأنيب. وكانت زوجة عمها تعطيها الثياب الرثة، وكثيراً من الأحيان لا تجد ما تلبسه في قدميها فتسير حافية، وإن ذهبت إلى البر لجمع الحطب مع بنات جيرانها تعطيها حبلاً بالياً لربط الحطب وسرعان ما كان الحبل ينقطع.
وفي يوم من الأيام انقطع الحبل عن كومة الحطب كالمعتاد، فجلست تبكي بعد أن انصرفن عنها بنات جيرانها وأصبحت وحيدة وبينما كانت تندب حظها، إذ طلع لها ثعبان كبير وقال لها: أنا مستعد أن أنطوي على حطبك كالحبل المتين بشرط أن تتعهدي بحمايتي، إذا رأوني أهلك فلا يقتلوني». وافقت الفتاة وعادت إلى البيت فرأى عمّها الثعبان ملتفاً حوله حزمة الحطب، فتناول فأساً كبيراً كي يقتله، عندها وقفت الفتاة أمام عمّها وصدته بقوة وقالت: «هذا الثعبان أريده أن يبقى معي، لا تقتله». فقال عمّها: «ماذا تريدين منه؟ فأجابت: «أقول لكم.. أنا أريد أن أتزوجه». فقال العم باستهزاء: «حسناً، على نفسها جنت براقش»، اذهبي إلى الجحيم». ووضع العم وزوجته الفتاة مع الثعبان في غرفة واحدة، وما أن أقفلوا عليهما الباب حتى تحول الثعبان إلى شاب جميل ومعه كومة كبيرة من الذهب الخالص، وبدأ يلبس الفتاة، ففرحت كثيراً وهو يثقب أذنيها كي يضع الحلق، ثم عقود الذهب في جيدها والأساور اللامعة في معصمها والتي وصل صوت خرخشتها أحياناً لخارج الباب، فظنت زوجة العم أن هذا الصوت ما هو إلا لدغات الثعبان فكانت تقول بصوت أعلى: «إلدغ يا ثعبان وزد في لدغتك». وفي الصباح الباكر ركضت زوجة العم إلى غرفة الفتاة، وهي تتوقع أن تجد الفتاة في عداد الموتى لكنها دهشت حين رأتها مكسية بالذهب الخالص من رأسها إلى أخمص قدميها، فاشتدت الغيرة واشتغلت عند زوجة العم التي طلبت من زوجها أن يحضر لابنتها ثعباناً مثل الذي أحضرته ابنة أخيه من البر، وتحت إلحاحها وإصرارها توجه الزوج إلى البر ومعه كيس مصنوع من الجلد يسمى «الهبّان» فوضعه تحت شجرة فيها الكثير من الثعابين، وحين أحسّ أن ثعباناً كبيراً قد دخل إلى الكيس حتى أغلقه بسرعة وعاد به إلى البيت، وحين أتى المساء وضعت زوجة العم ابنتها مع الثعبان وهي تأمل أن تأخذ ابنتها حظاً وافراً مثل ابنه أخ زوجها، وحين أغلق الباب بدأ (الثعبان) يلدغ الفتاة وهي تصرخ وتستنجد والباب مقفل، وحين سمعت الأم صرخات ابنتها ظنتها سعيدة ومسرورة فقالت: «زد أيها الثعبان والدغ» وفي الصباح الباكر دخلت الأم للغرفة لتجد ابنتها على شكل كومة عظام بعد أن أجهز عليها الثعبان، فأخذت تولول وتدعي على زوجها الذي قال لها: هذا طلبك وهذا طمعك أما الفتاة اليتيمة فرحلت مع زوجها الشاب إلى بلاد بعيدة وعاشت سعيدة معه تتندر بحكايات وقصص الأيام الماضية.
(انتهت)
* * *
رسوم
1. ليان سامر 11سنة
2. أميمة عمر 11سنة
3. لين عمر 11سنة
4. ندى قاسم 11سنة
5. لارا أحمد ناصر 11سنة
6. لين فواز الكيلاني 11سنة
7. رولا ناصر أبو ليلى 11سنة