كان هناك شيخ قدير يقوم بتدريب الطلبة على الدعوة إلى الله لمدة ستة أشهر في المجال النظري وثلاثة أشهر في المجال التطبيقي.
وكان هناك طالب شديد الثقة بنفسه تخرج من الجزء النظري لبرنامج التدريب بتفوق وظن أن بوسعه إنجاز الجزء العملي التطبيقي اعتمادا على قدراته الذاتية.
وحذره الشيخ ولكن الطالب لم يستجب واتجه إلى قرية بعيدة جدا لممارسة الدعوة.
وفي أول جمعة قام إمام مفوه بإلقاء خطبة مليئة بالأكاذيب عن الله جل علاه والنبي عليه الصلاة والسلام, فوقف الطالب وصاح: «إن الإمام كاذب فلا الله سبحانه وتعالى ولا النبي عليه الصلاة والسلام قالا ماذكره الإمام».
فرد الإمام: «إن هذا الشاب كافر ويستحق العقاب».
فقام جموع المصلين بضرب الشاب ضربا مبرحا، وعاد الطالب إلى شيخه بضمادات وعظام محطمة، فقال له الشيخ: دعني أريك مثالا جيدا للدعوة العملية.
وفي يوم الجمعة التالي ذهبا معا إلى المسجد نفسه، حيث ألقى الإمام ذاته خطبة مماثلة، وبعد أن استمع الشيخ إلى الخطبة نهض مناديا: «إن إمامكم رجل من أهل الجنة وكل من يأخذ شعرة واحدة من لحيته سينال الجنة».
وعلى الفور.. هجم الناس على الإمام ينزعون شعره بقوة حتى تركوه مدمى الوجه منتوف اللحية!
عندئذ همس الشيخ في أذن الإمام: «هل ستتوقف عن قول الأكاذيب عن الله ورسوله، أم تريد عقابا أكثر؟»
حينذاك اعترف الإمام بسوء فعله وندم على ما فعل, فأدرك الطالب خطأه والتمس من الشيخ أن يمنحه الشهور الثلاثة المخصصة للتدريب العملي.