بدأت الحرب على المسلمين من أرض فارس العام 907م، عندما عمد الشاه إسماعيل الصفوي إلى فرض التشيّع على الإيرانيين بالقوة، وكلّهم كانوا من أهل السنة، وجعل شعاره سبّ الخلفاء الثلاثة: أبو بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم. وكان شيعيا شديد الحماس، سفّاكا، لا يتردّد أن يأمر بذبح كل من خالف أمره، أو لا يُجاريه في تشيّعه. ذبح نحو مليون سني رفضوا مُجاراته.
العام 1979م، لا أحد يعرف، ولو من قبيل التقديرات التقريبية، كم عدد ضحايا ثورة الخميني، الذي كان يتناول فطوره على مشاهد جثامين آلاف القتلى، من مناوئيه ومُعارضيه، وكذلك كان حين يتناول طعام غداءه وطعام عشاءه.
الإرهابيون، عادة، يتماهى بعضهم مع بعض: نظام ولاية الفقيه بات الحضن الوحيد لتنظيم “ القاعدة”، الذي ينسبونه، ظلما وتقية، إلى أهل السنة والجماعة. المتطرفون الصهاينة، في إسرائيل، وفي العالم، يعتبرون نظام ولاية الفقيه المُبرّر الوحيد لبقائهم واستمرار تجييش أنصارهم.
أهل السنة والجماعة في العالم (مليار و400 مليون نسمة، حسب إحصاء 2009م) لا يُريدون غير إعادة الحقوق المشروعة إلى الفلسطينيين، وتحرير الجزر الإماراتية الثلاث، المُحتلة من قبل نظام ولاية الفقيه، والمضي في التطوير والازدهار والاستقرار.
عدد الشيعة في العالم يتراوح ما بين 154 و200 مليون.
نظام ولاية الفقيه يُريد أن تمنحه الولايات المتحدة صك وكالة عنها لحكم العالم العربي، ولا يُمانع في أن تتقاسم معه إسرائيل ذلك.
نظام ولاية الفقيه يتخذ من القضية الفلسطينية مخلب قط يُشرْعن به تدخله في المنطقة، وحصان طروادة يُخادع به الغوغائية العربية، لمناصرته في السيطرة على العرب.
التصريحات العنصرية الفارسية لنظام ولاية الفقيه تتحدث عن الحرب على دول العالم كافة، وهي تستهدف، أولا وأخيرا، إرهاب العرب بخاصة، وأهل السنة والجماعة بعامة.
نظام ولاية الفقيه ينظر إلى العرب كرعاع جهلة، وهو يُريد “إنقاذهم” من جهلهم، بذبح رافضيه ومناوئيه، واحتلال الآخرين، أي فرض التشيّع عليهم، كما فعل الشاه إسماعيل الصفوي في مُفتتح تأسيس الدولة الشيعية في إيران، بذبح مليون سني.
يُريد نظام ولاية الفقيه، باختصار، أن يشنّ حربا مذهبية دينية، بالصواريخ النووية والكيميائية على العرب، باسم مهديه المنتظر..
العبرة ليست في رغبة نظام ولاية الفقيه في هذه الحرب، بل في النتائج. لا أحد يربح في الحرب، وإن ادّعى نظام ولاية الفقيه العكس.
في خواتيم الأمور لا يبقى سوى الموت. وأعني الألم العظيم لنحو ثمانين مليون إيراني. وأعني أيضا الجوع، والمرض، والتشرّد، والفقر، والعمر الضائع هدرا وإهدارا. وهو ما شرعت تعانيه الأكثرية الساحقة من الإيرانيين.
اُردّد هذا التحذير، على سبيل الإعراب عن المرارة، وأنا أرى نظام ولاية الفقيه وهو يُؤجج الأحقاد المذهبية والدينية في العالم كله، بهدوء مُقنّع، وكاذب حينا، وبعلانية فجة حينا أخرى، وفي الأحيان كلها: بتقية باطنية كاملة.
Zuhdi.alfateh@gmail.com