بداية يجب التنويه بقرار خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) الخاص بمشروع تطوير التعليم العام وبرنامج الابتعاث وكل هذه القرارات نقلة كبيرة في مجال التعليم وتطويره.
ونظراً للتغيرات الاجتماعية الجذرية التي حدثت في المملكة بعد ما يسمى فترة الطفرة (أو الوفرة كما يفضل بعض المسئولين تسميتها) فإنه قد حان الوقت لإعداد إستراتيجية للتربية الوطنية وأن تكون جزءاً من مشروع تطوير التعليم إن لم تكن هو الجزء الأهم منها.
إن التربية والخلق الإسلامية في صدر الإسلام كانت السبب الرئيس في تطور الحضارة الإسلامية التي غزت الشرق والغرب وكانت أيضا السبب الرئيس لخلق أجيال قوية عاملة منتجة ولذلك لم تكن هناك لا حالات فقر ولا بطالة ولا متسولين ولا لصوص ولا مخدرات ولا فساد مالي وإداري وكان هناك احترام للنظام العام والخاص.
إن مجتمعنا تحول إلى مجتمع مادي واستهلاكي عكس المجتمع في صدر الإسلام لذا فإنه يجب وضع إستراتيجية وطنية للتربية والأخلاق والسلوكيات مبنية على المبادئ والثوابت الإسلامية وإن إقرار هذه الإستراتيجية أهم من إقرار خطط للتنمية الاقتصادية. وأن تعالج هذه الخطة التربية المنزلية قبل كل شي لتعالج التغيرات الاجتماعية الرئيسية في المجتمع. فالأسرة في الوقت الحاضر، ليست كالأسرة المتماسكة في الوقت الماضي. فقد دخلت عوامل خارجية مؤثرة كالإعلام والتقنية والتي أصبحت تؤثر في الصغار قبل الكبار ، كما أن الخادمات والسائقين والعمالة الأجنبية التي تصل إلى نحو 25% من السكان لها تأثيرات سلبية تربوية وسلوكية على الأجيال الشابة ، وخلقت الاتكالية لدى أفراد المجتمع بكامله. لذا لابد من وضع هدف لتطوير وتحسين التربية الاجتماعية وهذه مسئولية وزارة الشئون الاجتماعية بالتعاون مع جهات أخرى، لأنها الأساس في زرع الثوابت والأخلاق الحميدة والتصرفات والسلوكيات التي تخلق جيلاً يعتمد عليه (بعد الله) فالرسول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه يقول (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وكذلك حسن التعامل مع الآخرين الذي وجه به رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه عندما قال (تبسمك في وجه أخيك صدقة) (وإماطة الأذى عن الطريق من الآداب الإسلامية).
وفي مجال أثر التربية الصحيحة أعجبني تصريح سمو نائب أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود في تدشينه لفعاليات ملتقى الشباب الخامس الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم بعنوان (ابتكر مشروعك) (إذا لم يكن لدينا عشق للتحدي فلن توجد العصامية) فهل هذا العشق بل حتى الحب موجود لدى الطالب لمدرسته والعامل لعمله ، لاشك أن هذا نادر في الوقت الحاضر.
خير الكلام ما قل ودل
- في الحديث الشريف (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
- الصداقة الحقيقية تكاد تكون في هذه الأيام عملة نادرة بل وحتى العلاقات الأسرية وصلة الرحم أصابها ما أصاب العلاقات الاجتماعية من تدهور عكس ما كان قبل فترة الطفرة ، فأصدقاء الكراسي والمصالح يختفون فيما بعد. وتكاد الاتصالات أو الزيارات تقتصر على المناسبات العائلية والزواجات والمقابر لدفن الموتى أو للعزاء.
- انتشار تجار الشهادات المزيفة وحصول البعض على شهادات الدكتوراه (الورقية) أحد نتائج سوء التربية ففي خبر سابق إن هيئة التخصصات الصحية كشفت أكثر من 1073 حالة تزوير خلال ثمانية أعوام.
- في الجزء الثاني بإذن الله سيتم التطرق لموضوع التربية المدرسية.
والله الموفق؛؛؛
musallammisc@yahoo.com*عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية