يجوع الكريم ولا يخضعُ
لأن الكريم فتىً أروعُ
فكيف إذا كان لا ينثني
لغير الإله ولا يركعُ
يجوع ويتعب في جوعه
ولكن وجدانَه يَشبَعُ
هي الرُّوح يشبعُها عَزمُها
فإيمانها الزَّادُ والمنبَعُ
يجوعُ الكريم وفي جُوعِه
شموخٌ وفي صَبْرهِ مَرْتعُ
يحاربُ بالجوعِ أعداءَه
وإن قيَّدوه وإنْ أوجَعُوا
يحيِّرهم صامداً صابراً
شجاعاً بمبدئه يَصدعُ
أحبَّتنا في سجون العِدَا
بكل حَبْل أوهامنَا يُقطَعُ
فلسطين ترفع هاماتِها
بكم وبها شأنكم يُرفَعُ
لكم في العراق وفي غيرها
شواهد أجراسُها تُقرَعُ
ضحايا سجون الطّغاةِ التي
يُدَار بها العملُ الأبشعُ
تلاميذُ فِرعَوْنَ كم أسرفوا
وجاروا علينا وكم شنَّعوا
أحبَّتَنا في سُجون العِدَا
قطعتم مطامعَ من يطمَعُ
لإضرابكم عندها وَقْعُهُ
وإصراركم عندها أوقَعُ
ضمائر عالَمكم أصبحتْ
رُكاماً فليس بها مهيَعُ
معاناة إضرابكم صعبة
علينا ولكنَّها تنفَعُ
لكم دعوات المحبِّ الذي
يراكم ومقلته تَدمَعُ
ولكنه لم يزل صامداً
إلى ربِّه مثلكم يُهرَعُ
لكم صَهْوَةُ المجدِ ممشُوقَةً
على جانبيها الأسى يُصرَعُ
وفي صمتكم ضَجَّةُ لم يزل
بها باب أحلامنا يُقرَعُ
سكتنا وإضرابكم ناطق
جدارُ السكوتِ به يُصدَعُ
فأنتم وزارات إعلامنا
نطقتم وعالَمُنَا يسمعُ