لم يمنحني الله موهبة من أي نوع في مجال الرياضة البدنية ولا حتى في فهم أبسط قوانين اللعبة الشعبية الكبرى في العالم وهي كرة القدم، لكنني أشجع فريق بلادي وأي فريق عربي يلعب مباراة دولية. كما أنني أشجع الفرق الرياضية في النوادي الناشئة والنوادي الصاعدة بسبب ما قد تجلبه من اهتمام وتنمية للمناطق التي توجد فيها، فالرياضة في عالم اليوم هي من أبرز عوامل الدعاية وجلب الانتباه، ولهذا نحن نسمع عن دول صغيرة ونعرف عنها الكثير بسبب شهرة فرقها الرياضية، ولم نكن لنعرف عنها أي شيء لولا شهرة فرقها ولاعبيها.
وقد سعدت لصعود نادي العروبة بالجوف لسبب شخصي هو أن النادي من مدينتي التي أحبها وأنتمي إليها؛ إذ إنه هو البذرة التي خرجت من رحم نادي النجمة الذي كان حديث الناس في الجوف في ذلك الزمن البعيد جداً عندما كنت طفلاً في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وكان مقره في حي السوق الذي أمر به كل يوم ثم انتقل إلى مقره الثاني في حي الصبخاء. أما السبب الثاني فهو أن نادي العروبة بالجوف، مثل نادي الفتح في الأحساء، يثبتان أن الإمكانات المادية وحدها لا تصنع النجاح، فهذان الناديان يفتقران إلى الإمكانات المادية ولكنهما يملكان حماس لاعبيهما ومشجعيهما وتفاني إدارتيهما، فنجحا أيما نجاح.
ويوم الاثنين الماضي قرأت في جريدة الجزيرة خبراً بعنوان «النصر يطلب من اتحاد الكرة تقوية إنارة ملعب العروبة أو نقل المباراة لملعب آخر».
وقد جاء في الخبر أن إدارة نادي النصر بعثت بخطاب عاجل إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم تطلب فيه تقوية إنارة ملعب نادي العروبة بالجوف الذي ستقام عليه مباراة فريقي العروبة والنصر في الجولة السادسة من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين»، وورد في الخبر أيضا أن نادي النصر طالب «الجهة المعنية بمعالجة الضعف الواضح، أو تغيير ملعب المباراة، في حالة عدم معالجة الإضاءة بالإضافة إلى سوء أرضية الملعب، إلى ملعب آخر».
هذا الملعب الذي يصفه نادي النصر بأنه سيئ الإنارة وسيئ الأرضية هو الذي صنع منه نادي العروبة سلماً للارتقاء إلى المنزلة التي وصلها فصار يباري الأندية التي تنعم بملايين الريالات، ويفوز عليها! ونادي العروبة، بالطبع، لم يفز بسبب سوء ملعبه ولكنه فاز بالرغم من سوء ملعبه، ولكن لابد من تقديم جزيل الشكر لهذه الملابسات التي جعلت نادي النصر يطالب بإصلاح وضع ملعب العروبة، ولو تحقق ذلك وتم تحسين ملعب العروبة فإن الوضع سيذكرنا بما كانت تصنعه البلديات وبعض الإدارات الحكومية التي يدب فيها الحماس لسفلتة الطرق وزرع الأشجار وتنظيف الشوارع عندما يعلمون أن أحد الزوار المهمين سوف يمر بالحي، وعندها سيفرح أهل الحي بهذا الرزق الذي ساقه رب العالمين وحده حتى لو لم يكن ذلك من أجل سواد عيونهم!
ولكن قبل ذلك شكراً لنادي العروبة الذي أعاد رسم الجوف على الخارطة، وكذلك نادي الفتح الذي أسعد جماهيره في الأحساء وخارجها، ولعل الدرس الذي يجب أن تتعلمه رعاية الشباب وكل الجهات ذات العلاقة هو ضرورة الاهتمام بجميع النوادي في جميع مناطق المملكة؛ فمن يدري ربما يأتي الفرج على أيدي هذه الأندية «المنسية» فيصعد اسم المملكة عالياً في المحافل الرياضية العالمية بعد أن فشلت النوادي الكبيرة «المدللة» في تقديم شيء يذكر، وخاصة في السنوات الأخيرة.