اقتربنا الآن من عبور الربع الخالي بعد أن بدأ تنفيذ طريقي الإمارات وعمان عبر رمال الربع الخالي، وإن تم ذلك على إطرافه الشمالية, لكن هذا الطريق - شيبة - سيوجد لنا منفذا حدوديا فعليا على عمان (منفذ الربع الخالي) ليضم إلى منافذ جنوبية وشرقية للملكة وهي: مع الكويت منفذي الرقعي والخفجي، وقطر منفذ سلوى، ومع الإمارات منفذ بطحاء، ومع سلطنة عمان منفذ الربع الخالي، واليمن منافذ الطوال، وعلب والخضراء والوديعة. فقد حققنا فعلا تحدي الرمال بعد أن اجتزنا رمالا كبيرة، هي:
- ربط منطقة الجوف بمنطقة حائل عبر النفود الكبير.
- ربط منطقة الرياض بالقصيم عبر تجمعات رمال الثويرات وعريق البلدان.
- ربط الرياض بالشرقية عبر الدهناء.
- ربط القصيم بالشرقية والحدود الشمالية عبر تجمعات رمال عروق المظهور- عروق الأسياح- والدهناء.
- ربط الوشم بالقصيم عبر نفود السر.
- ربط نجران بالمراكز الحدودية شرورة والخرخير وذعبلوش وعردة والشيبة عبر رمال الربع الخالي.
- ربط حرض بالأحساء عبر رمال الجافورة.
- ربط الهفوف والخبر والدمام والنعيرية، كل تلك التجمعات الرملية ربطها بقطر والبحرين عبر رمال البيضاء.
بالإضافة إلى التجمعات الرملية الأخرى مثل رمال: نفود السر، وقيفيدة، ونفود العريق، والدحي والحفيرة، والسرة، وعروق سبيع، وعروق الوادي، الرملية، ورمال القحمة والقنفذة والليث وأملج وتبوك وغيرها من الرمال التي تشكل تحديا للطرق البرية والقطار فقد تم اختراقها بطرق شقت الكثبان لربط المدن والمناطق.
تجربة المملكة خلال أكثر من نصف قرن من إنشاء الطرق واختراقها لرمال الدهناء والسر والغميس في القصيم والوشم، والثويرات في الزلفي وعريق البلدان بالغاط، هذه التجربة، نجحت المملكة في تحدي الرمال وكسرت عزلة النفود الكبير وعروق الدهناء والآن بحر الرمال في الربع الخالي وتحويل الرمال من عزلة حضارية واجتماعية واقتصادية إلى فاعل إيجابي للتواصل الاجتماعي، وتكون ذراعا اقتصادية وناقلا حضاريا لربط مناطق كانت تعيش عزلة حضارية طوال تاريخها. فقد تم بحمد الله كسر عزلة الرمال بإنشاء طرق برية وقطارات ستكشف لنا بيئات ومناطق اقتصادية جديدة، وتحقق تواصلا اجتماعيا سكانيا بين مدن كانت تفصلها بحار من الرمال.