إعداد: وحدة التقارير والأبحاث الاقتصادية بـ(الجزيرة):
اللعب مع توقف الحكومة الأميريكية هو اللعب بالنار، أما اللعب مع مسألة رفع سقف الدين فهو كأنك تلعب مع قنبلة نووية
هذا ما يردده بعض الخبراء الماليين الكبار والأكاديميين في تعليقهم على ما يدور بشأن مالية الولايات المتحدة.
هذا هو اليوم الخامس في الولايات المتحدة لتطبيق الإغلاق الجزئي للمؤسسات الحكومية لأول مرة منذ حوالي 17 عاماً، وإلى الآن الأسواق المالية استوعبت المسألة نوعاً ما خصوصاً ان تكلفة التأمين ضد مخاطر الديون السيادية
CREDIT DEFAULT SWAP :CDS لا زالت بعيدة عن مستويات صيف 2011م عندما كانت الولايات المتحدة تمر بنفس الظروف.
ومؤشر VIX هو واحد من بين المؤشرات التي تقيس مشاعر المتداولين ونفسياتهم تجاه حركة السوق وعندما يزداد الخوف في السوق ترتفع مستويات المؤشر الى ما فوق الـ 25 وارتفع المؤشر في الفترة الأخيرة حوالي 10% .
ولكن من الملاحظ ان العائد على سندات الخزينة الأمريكية في شهر واحد في أعلى مستوى له منذ سنة. ولكن يبقى السؤال المهم كيف تنظر وكالات التصنيف الائتماني للموضوع خصوصا مع اقتراب بلوغ سقف الدين العام بحلول 17 من أكتوبر ونفاذ الأموال من الخزانة الأمريكية؟
المستثمرون ما زالوا يتذكرون ماذا يعني خسارة دول كبرى تصنيفها الائتماني الممتاز كما حصل في السابق
مع الولايات المتحدة وأيضا مع فرنسا والتي لعبت هذه الخسارة دورا في خسارة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي
أمام منافسه فرنسوا هولاند الرئيس الحالي.
بالنسبة لمؤسسة ستاندر اند بورز والتي مع موديز تسيطران على سوق التصنيف الائتماني وكلمتها مسموعة
في الأسواق لا ترى الوضع نفسه كما كان قبل سنتين عندما فاجأت الوكالة نفسها الأسواق وخفضت التصنيف الائتماني لأكبر اقتصاد في العالم لأول مرة من «AAA» إلى «AA» بسبب فشل اتفاق وقعه الديمقراطيون والجمهوريون وتم تحويله إلى قانون في تهدئة المخاوف المتزايدة في البلاد بشأن الإنفاق. وأتى ذلك التخفيض بعدما حذرت المؤسسة مرات عدة الولايات المتحدة بأنها قد تواجه تخفيض درجة تصنيفها الائتماني ما لم تتخذ الحكومة الأمريكية خطوات لمعالجة مشكلة ديونها. الأسواق العالمية وأسواقنا المحلية استقبلت الخبر بهبوطات حادة في بورصاتها وتراجعت وقتها السوق السعودية بأكثر من 5,4 في المئة عدا التذبذب العالي والذي من الصعب التعامل معه وتكبد المتداولون في المنطقة خسائر كبيرة.
يذكر ان هذه كانت المرة الأولى التي تخفض فيها المؤسسة العالمية تصنيف الولايات المتحدة منذ أن بدأت تخصيص
درجات للدول في عام 1941.اما اليوم الصورة مختلفة بالنسبة لستاندر اند بورز للمعضلة الحالية وهي ترى ان الولايات المتحدة ستحافظ على درجة الائتمانية مع نظرة مستقرة وترى الوكالة تحسناً في العجز الذي هبط بحوالي النصف من مستويات سنة 2011 وباعتقادها ان العجز سيستمر في الانخفاض. وحسب الوكالة هذه النظرة المستقرة تعني انه سيكون فرصة ضئيلة هي اقل من 1 على 3 لتغيير نظرتها حول التصنيف الائتماني للسنتين المقبلتين.
تقديرات كلفة الإغلاق
وتدور التقديرات حول كلفة إغلاق الحكومة ويقول المحللون انها ستشكل حوالي 0.3 % من النمو الربعي في كل اسبوع، اما مصرف جولدمان ساكس فقدرها في وقت سابق بـحوالي ثمانية مليارات دولار في الأسبوع مستندا بذلك على التجربة السابقة في منتصف التسعينات.
البنوك في حالة اجتماعات يومية طارئة لدرس خطوات لتدارك الأمور اذا ذهبت الى الأسوأ خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على الإعانات الاجتماعية من خلال توفير سحب على المكشوف.