لا شك أن أبناءنا يأخذون من الوقت قبل الخروج إلى المدرسة الشيء الكثير، ما بين الاستحمام والوضوء وتحضير الكتب وخلافه، أما بناتنا فيزيد عليهن تمشيط الشعر وتحديد الزي والجوارب وأشياء كثيرة تخص البنات، أما المعلمات فيزيد عليهن من الوقت الكثير خصوصاً من تعمل في ضواحي المدينة.
وفي الفترة الحالية بدأ الفصل الدراسي الأول حسب المواعيد الجديدة التي أقرتها وزارة التربية والتعليم بتطبيق موعد الحضور في الساعة 6.15 صباحاً والطابور في الساعة 6.30 وبداية الحصة الأولى في الساعة 6.45، وهذا ينطبق أيضاً على صغار السن من الطلبة وفصل الشتاء قادم حيث يكون موعد صلاة الفجر في الساعة السادسة أو أقل بقليل فكيف يتحمَّل صغار السن البرد الشديد والأمطار.
أما أولياء الأمور الذين ليس لديهم سائق فعليهم توصيل أبنائهم وبناتهم الواحد تلو الآخر وقد تبعد مدارسهم عن بعضها البعض فيضطر للنزول مباشرة بعد صلاة الفجر، ثم يعود للمنزل لينام حتى يأتي موعد العمل فيذهب إليه متعباً من البداية.
فإذا كان الهدف أن لا يتعارض موعد المدارس مع موعد دخول الموظفين، فمعظم الموظفين ليس لديهم سائق والكل متذمر من تلك المواعيد سواء أكانوا الموظفين أو المدرسين أو العاملات في المدارس من معلمات وإداريات، وبالطبع الطلبة والطالبات والمدرسات كيف سيُوفقون بين صلاة الفجر وتوصيل الأبناء والبنات ثم العودة إلى المنزل ثم الذهاب إلى العمل.
إن هذه المواعيد غير مناسبة ويجب أن تعيد وزارة التربية والتعليم النظر فيها لما تتسبب فيه من التعرض للبرد والمطر في الصباح الباكر في وقت الشتاء، وقريباً سيكون الظلام ما زال مهيمناً على الأجواء قبل ذهاب الطلبة والطالبات للمدارس وأثناء ذهابهم وعند وصولهم للمدارس.
ومن الطبيعي والبديهي أن يخرج الطلبة والمدرسون والطالبات والمدرسات مع ذويهم من الموظفين والموظفات في نفس الوقت حتى وإن كان لديهم سائق، ولا ننسى أن هذا الوقت أيضاً يتزامن مع خروج العمالة التي تعمل في الصباح الباكر مما يزيد حركة المرور صعوبة أكثر.
فالموظف الذي يوصل إخوانه وأخواته إلى المدرسة أو أبناءه وبناته إلى المدرسة، من الطبيعي أن يتوجه إلى عمله بعد أن يوصلهم إلى مدارسهم الواحد تلو الآخر، فيكون موعد خروجه قبل موعد عمله بنصف ساعة يوصلهم فيها ثم يتوجه إلى عمله ويبدأ عمله نشيطاً في كامل لياقته.
نأمل أن تتراجع وزارة التربية والتعليم عن ذلك القرار حتى تريح الأبناء والبنات والمدرسين والمدرسات، وأيضاً الموظفين الذين يقومون بتوصيلهم.
إن فترة الصباح فترة حرجة خصوصاً في الشتاء.. فهل تستجيب وزارة التربية والتعليم لهذا النداء الذي ينادي به الكثيرون من الطلبة والطالبات والمدرسات والموظفين.
هذا والله من وراء القصد.