حثّ الدين الإسلامي الحنيف والعادات الاجتماعية الأصيلة على كل ما يرفع رأس الأجيال عالياً، ومما يُجسِّد -على سبيل المثال لا الحصر ذلك- (الهمّة)، وتزخر نماذج الشعر فصيحه وشعبيه.. بالشواهد المتعددة في هذا الشأن، من ذلك قول الشاعر أحمد شوقي:
وما نَيْلُ المْطالِبِ بالتّمنِّي
ولكنْ تُؤْخذُ الدُّنيا غِلاَبَا
ومن تفرعات محاصيل هذه الصفة أنها تصنع من - ذات - الشخص بدايةً حقيقية لمجد على نقيض من اكتفى بالعيش على بقايا أمجاد - رفات غيره - يقول الشاعر المتنبي:
لاَ بِقَومي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي
وَبِجدِّي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي
ويقول الشاعر الشعبي محمد بن ناصر السياري - رحمه الله -:
ترى كل طيرٍ صيدته قدر هِمِّته
الحرّ حرٍّ والغراب غْرابْ
ولولا تفاوت - الهِمَمْ - لَماَ كان هذا - التمايز - للبعض على الآخرين في الحديث عن جانب إنجازاتهم على - كل الصُعد - المتعارف عليها في المجتمعات باختلاف (الزمان، والمكان) يقول الشاعر سليمان بن شريم - رحمه الله - مُشيداً بمن يَجْتاز كل العراقيل التي يراها (المُتخَاذِل) ولا يراها (الطموح):
(المرجله) بنتٍ هنوفٍ ستيره
كل يبيها مار من دونها كود
كما أن الهمَّة هي التي ترتقي بالنفس عن - المذلّة - والتنازلات في غير محلها التي لا تقبلها نفس - العصامي - الأبيّة:
يقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري - رحمه الله -:
يرضى المذلَّه من تردَّت هقاويه
والذل يجفل منه قلب العصَامي
والعبد له ربٍّ عن الناس يغنيه
ولولاه ماصاب الهدف كل رامي
وقفة:
للشيخ راكان بن حثلين - رحمه الله -:
مَا قَل دَلّ وْزِبْدةَ الْهَرْج نَيْشَانْ
وَالْهَرْج يكْفِي صَامْلِه عن كثِيرِه