في كل مجلس يتجدد الحديث عن أثر وتأثير ما تبثه بعض الفضائيات من مشاهد وأفكار تلامس المحظور ديناً وقيماً ومظهراً، بل إن بعض (المسلسلات) ترسخ ممارسات لا أخلاقية في عقول المشاهدين، وأغلبهم -مع الأسف- من الشباب والشابات بل والصغار، فضلاً عن مشاهد (الفيديو كليب) الصارخة الفاضحة التي تصاحب بعض الأغاني.. تلك التي تثير الغرائز وتحفز على الجرائم الأخلاقية والعلاقات المحرمة.
أمر آخر مؤلم لأنه الأكثر تأثيراً، ذلك هو بعض المسلسلات الخليجية المبنية على الكذب والخداع والخيانة الزوجية.
كم يستاء ويتألم العقلاء والعاقلات من أمثال هذه المسلسلات وهذه المشاهد الغنائية التي تزرع مثل هذه الأخلاقيات الخاطئة التي تزين الباطل وتزهق الطهر.
* * * *
لقد استبشر الكثيرون خيراً عندما تم الإعلان قبل فترة عن تلك البادرة الخيرة من بعض الأخوات السعوديات اللواتي تربين على الفضيلة وأخلاقيات ديننا الحنيف، فحفزهن ذلك على المبادرة لتأسيس جمعية فاضلة أسموها: (جمعية الدعوة إلى الفضيلة في وسائل الإعلام).
ويا له من اسم صادق أخّاذ (الفضيلة)، ويا لهنّ من أخوات فضليات، وقد أضحين بمثل هذه المبادرة خيراً منا نحن الرجال الذين نحتج وتعلو أصواتنا بالمجالس دون أن نقوم بعمل يجابه هذا الخطر ويحد منه بالأنظمة وبالتوعية معاً.
لقد قرأت أهداف هذه الجمعية عبر ما نشرته بعض الصحف وعبر موقعها في الإنترنت، وحسبكم أن تقرؤوا -فقط- (الرؤية) التي انطلقت منها أهداف هذه الجمعية لتقفوا معها وتساندوها للحد من آثار ما تعرضه الفضائيات وتزينه للأجيال الجديدة التي لابد من حمايتها وحماية أخلاقها، تقول الرؤية التي انطلقت منها جمعية فضيلة: (بناء منظومة مكتاملة لحماية الأطفال والمجتمع، من التأثيرات الضارة لبعض وسائل الإعلام الجماهيرية، وتعزيز مفهوم الحرية المسؤولة، بما يكفل ترسيخ القيم النبيلة، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، حسب إعلان مدريد في 15 رجب 1429هـ الموافق 18 يوليو 2008م)؛ والجمعية انطلقت من قرارات مؤتمر مدريد العالمي لحوار الأديان الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان أحد قراراته المهمة: (التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية على ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، والتصدي للإباحية والانحلال وتفكك الأسرة وغير ذلك من الرذائل المختلفة).
* * * *
- وبعد: إننا ننتظر أن ترى هذه الجمعية المضيئة الخيرية النور، ولابد أن يدعمها الخيّرون من رجال الأعمال لتمارس وتحقق أهدافها النبيلة.
=2=
المظلوم وعدالة السماء
- لا تتألم من ظلم يقع عليك..! ثق أن لله عيناً لا تنام.. وأن ظالمك لن يفرّ من عدالة السماء دنيا أو أخرى..! اطمئن إلى جنب الله واركن إليه.. وإن لم تستطع أن ترفع ظلم ظالمك فثق أن الله سيرفع الظلم عنك أو يمنحك طمأنينة العفو, وسينزل في روع ظالمك عذاب الضمير, والرعب الذي يعذب الظالمين في منامهم في الدنيا, وفي قبورهم في الحياة الأخرى.
نم قرير العين -أيها المظلوم- ودع محاسبة الظالم لمن لا ينام ولا يرضى بكيد الظالمين.
=3=
آخر الجداول
- للشاعر: أبو تمام
(وأشرف الناس أهل الخير منزله
وأشرف الحب ما عفّت سرائره)