قد لا تواجهك صعوبة في تدريس الفن من خلال الأسس والمعايير المحددة فهي عبارة عن مجموعة من التعليمات الواضحة والدقيقة لرسم الخط والمنظور وغيرها في قالب موضوعات مبتكرة ومتميزة غير منقولة ولا مقلدة، يكون هذا عادة في بدايات التخصص في مجال الفنون، ولكن مع التقدم في المستويات الدراسية، وفي ظل المعاصرة أصبح التحول تدريجياً نحو المضمون كقيمة أعلى من القيم الفنية الشكلية، هنا قد تحدث الفجوة عند طالب الفن لدينا لتجاهل كل ما سبق والاعتماد على إيصال الفكرة والرسالة فقط، وكذلك الأستاذ يجد صعوبة بالغة لحث ذهن المتعلم على إنتاج المفهوم الخاص به، معززاً ذلك الاختيار بالقدرة على الحديث أو الكتابة عن مشروعه الفني ومبررات تنفيذه بتقنية دون أخرى، وعلى الفنان أن يكون قادراً على الإجابة عن أي سؤال يوجه إليه، بحيث يكون العمل متميزا بغرابة الفكرة وجرأتها أكثر من تميز الفنان بالقدرة على إجادة أسس فنية محددة، الأعمال الفنية السعودية التي وصلت إلى العالمية لم تكن كلاسيكية ولا تجريدية بل هي أعمال الفكرة والمضمون التي أجاد أصحابها التعبير عنها بوسائل تقنية مناسبة، ومن خلال تجربتي في تدريس التصوير التشكيلي، وجدت أنه كلما كان لدى الطالبة قراءة واطلاع في أي مجال كان؛ فإن مخزون المفهوم يكون أعلى وتكون لديها القدرة على سرد الكثير من الأفكار التي يتم بعد ذلك فرزها واختيار الأفضل منها، وذلك يأتي من القراءة الأدبية المكثفة أو المتابعة للمتميز من الأعمال السنيمائية أو المتابعة المكثفة عبر الشبكات الاجتماعية الإلكترونية للفنانين والفنانات من كافة الدول، أضف إلى ذلك كلما زادت قدرة الطالبة على الحوار والنقاش وإثارة التساؤلات تزيد بالمقابل قدرتها على إنتاج المفاهيم التي تصلح لتمريرها في أعمال فنية.