تتفاعل ردود الفعل الغاضبة في (تويتر) حول هاشتاق وسم بـ (الشّرع حلّل أربع)، الهاشتاق أطلقته طالبات جامعيات في محاولة لمواجهة العنوسة!.
بكل تأكيد لا جديد في الهاشتاق، فالشّرع حلّل أربعاً (بالفعل) للرجل واشترط العدل بين الزوجات، ولكن ردّة الفعل الغاضبة من بعض النساء حول (تحريم) ما أحلّ الله هي المسألة الجديدة هنا، فالخطأ إنْ وقع من بعض الرجال والأزواج فهو من المُطبق والممارس وليس من الشرع الحكيم!.
بعض التعليقات صادرت حق (الرجل) كلياً في ذلك، معتبرة أنّ التعدُّد من الاستغلال وفيه ظلم وممارسة إنسانية خاطئة، ولا أعرف من أين جاء أصحاب هذه الأفكار بتخيُّلاتهم القاصرة هذه، والتي قد تصادف الدعوات البغيضة والمتشدّقة (بحقوق الإنسان)، و(حقّ المرأة)، متجاوزة الحكمة من التعدُّد، وهناك من قارنته بحقوق أخرى مسلوبة للمرأة، وهذه مقارنة غير منصفة مع (احترامنا لكامل حقوق المرأة) المثبتة في شريعتنا، والتي قد يقصر الفهم المجتمعي أو العادات والتقاليد عن منحها إيّاه، ولكن هذه لا تجر بجريرة تلك!.
ولعلّ من الصدف أنّ خبراً نُشر هذا الأسبوع أيضاً حول زوجة (خطبت ممرضة) لتكون ضرّتها الثالثة، قائلة إنّ زوجها متزوّج من أخريين، والثلاث يعشن (كأُسرة سعيدة)، وفي هذا دليل أنّ التعدُّد ليس (ظلماً
كله)، وليس كما تصوِّره بعض الأعمال الفنية (ضياع للأُسرة والأولاد)، بل على العكس هناك معدِّدون كثر، يعيشون في بحبوحة ورغد من العيش الكريم والهانئ!.
إذاً المسألة ليست تعميماً بالقبول أو الرفض، فباب التعدُّد يجب أن يبقى مفتوحاً بشروطه المعتبرة من العدل والقدرة، ولا يجب أن تسوقنا العاطفة نحو (رفض ما أحلّ الله)، فما نرفضه ولا يصلح لنا وهو من الأمور الجائزة والمباحة، قد يكون فيه خير لغيرنا وصلاح لحاله!.
هذا الهاشتاق إن صدق أنّ من أطلقته طالبات (جامعيات) يخشين من العنوسة، فهو حلٌّ رأينَ فيه مخرجاً لمشكلة تؤرق المجتمع برمّته!.
ولكن اللافت أنّ أكثر من يرفض التعدُّد هنّ (المتزوجات) والمطلّقات، بينما ترحب به دوماً العانسات!.
وعلى دروب الخير نلتقي.