نتقدَّم نحن شباب هذا الوطن بلائحة طويلة من الاستئنافات ضد العديد من القرارات التي ما زالت تنهش في جسد رياضتنا، التي نراها في قرارة أنفسنا متنفساً وعشقاً وأملاً وهمًّا مشتركاً، نسعى من خلاله للتعبير عن أنفسنا وانفعالاتنا وتنافسنا بشكل حضاري وتقدمي، يعكس ما في أذهاننا من صورة جميلة لما يجب أن تكون عليه رياضتنا؛ فهي بكل بساطة تمثلنا. ونحن لا نرضى أن نوصم بأقل مما نعلم أنه يليق بنا؛ لذلك:
- نتقدم بطلب استئناف ضد القرارات التي جعلت من لجاننا و(أغلب) أعضائها متنفعين لا نافعين، وتم اختيارهم على أسس لا علاقة لها بالمصلحة العامة، بل لقربهم من رئيس أو مسؤول؛ فأصبحوا بلا مقدمات، مجرد عدد لإكمال النصاب بدلاً من كونهم كفاءات حقيقية تعيد الأمور إلى أصح نصاب.
- نتقدم بطلب استئناف ضد القرارات التي جعلت من قنواتنا مرتعاً للتعصب، ومن محطاتنا منابر شحن للأحقاد ودعاة للتفرقة؛ فأصبحت معايير اختيار واجهاتنا الرياضية الإعلامية ترتكز على مدى مقدرة الضيف على التهكم، و(تفجير الجبهة)، والتقليل من الآخر، والتشكيك في كل شيء. والعجيب أنه كلما انحطَّ فكر هذا الخطيب المفوّه زادت وتيرة ظهوره وتسيده المشهد الرياضي.
- نتقدم بطلب استئناف ضد القرارات التي جعلت من رياضتنا (أسيرة) للهواية، وقيدتها ببيروقراطية المسؤول الذي يرى أنه الوحيد الذي يعلم أين تكون مصلحة أكثر من ثلاثة أرباع الشعب؛ وبذلك منع عنها تطورها الطبيعي ونموها المنطقي من مرحلة الهواية والتسلية إلى عوالم الاستثمار والتطور والانفتاح على العالم بشكل حقيقي. فما زالت تلك الرياضة المسكينة مكبلة بماضيها، رازحة تحت ضغوط لا تتعدى الخوف من التغيير والمضي قدماً تجاه ما يجب أن تكون عليه كمنارة مضيئة تعكس تطور فكر أبناء هذا البلد وقدراتهم ومدى إبداعهم.
ما سبق بعض من استئنافاتنا التي نطالب بها بين الحين والآخر طمعاً في رياضة أنقى وأجمل وأكثر رقياً. ولكننا - ويا للأسف - نجد أصواتنا ترتد من جدران (العادة)، وحواجز (الروتين)، وأسوار (الخوف من التغيير)؛ فترتد إلينا خائبة، بل ضاحكة على سذاجة مطالبنا التي من المفترض ألا تكون من الأساس محوراً للنقاشات أو الطرح.
ولكنها كل ما لدينا، وكل ما نستطيع عمله. فهل نبخل على عشقنا حتى بالكلام؟ حسافة.
بقايا...
- اعتذار القناة السعودية الرياضية لنادي الهلال وجماهيره بسبب (زلّة لسان) معلق لقاء فريقهم مع التعاون يُعد سابقة تاريخية في رياضتنا. فالجمهور الأزرق هو من أثبت الحالة، وأوصلها للمسؤولين، وانتزع حقه باعتذار القناة والمعلق انتزاعاً بلا أي تدخل رسمي من النادي. هنيئاً للهلال بجمهوره.
- (أتشدق بالوضوح)، (أتشدق بالأمانة)، (أتشدق بالصدق). أتعلم أيها الجاهل معنى كلمة التشدق؟ وهل استخدامك لأي كلمة بالفصحى سيجعلك تظهر بمظهر المثقف وإن كانت تعني عكس ما تعنيه؟ قاتل الله الجهل والحقد والغرور، فهي فعلاً تجعل الشخص (يهرف) بما لا يعرف.
- الزوبعة التي رجّت أطراف البيت الهلالي خلال الأسبوع الماضي كان سببها - للأسف - ذلك الخروج الإعلامي غير المحسوب ممن نراه أحد أذكى من دخل المجال الرياضي. إليك يا سامي أقول: الفرق بين التهجم وإحداث البلبلة، وبين الصراحة والوضوح، شعرة؛ فلا تقطعها.
- تداخُل الدكتور علي الموسى أولاً ثم والدي وأستاذي داوود الشريان في الشأن الرياضي أساء لهما أكثر مما أضاف؛ فالتعاطي مع أجواء محتقنة وشباب تعميه ميوله يحتاج لأدوات خاصة، لم يملكها الاثنان عندما دخلا لعش الدبابير ذاك؛ فالأسلم تجنبه وإكمال إبداعيهما، كلٌّ في مجاله.
خاتمة...
إذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونه *** وصدّقَ ما يعتادُه من توهُّم