تراجع كبير يسجَّل في نادي الاتحاد على الصعيد الإداري من قِبل مجلس الإدارة رئيساً وأعضاءً، وعلى الصعيد التدريبي من قِبل المدير الفني ومساعديه، وهو تراجع ينذر بمخاطر عديدة، تتعلق بالنادي وألعابه وفرقه، بما فيها فريق كرة القدم.
في الشأن الإداري ازدادت مؤخراً (الإخفاقات) التي تسجَّل على الإدارة، في حين توقفت الإنجازات أو العطاءات أو حتى الأعمال الإيجابية التي تسجَّل لها، خاصة ما يتعلق بالتعامل مع أوضاع النادي المالية وألعابه وفريق كرة القدم، بعد التوقف التام وشبه الكامل لدعم أعضاء الشرف، ووقوف الرئيس ونائبه ومستشاريه والأعضاء موقف المتفرج مكتوفي الأيدي أمام الوضع المتردي، الذي وصل إلى درجة انسحاب بعض فرق النادي من المشاركة في البطولات المهمة، كما حصل لفريق تنس الطاولة الذي انسحب من البطولة العربية في الأردن بسبب الأمور المالية، وهو حامل اللقب مرتين(!!) إضافة إلى مغادرة بعض الكفاءات الإدارية والفنية الوطنية العمل في فرق النادي بسبب ضيق اليد، وعدم دعم الإدارة، كما حصل مع الكابتن عادل الثقفي. وقبل كل ذلك والأهم منه توقف برنامج الإحلال في الفريق الأول وتنشيط صفوفه بالدماء الحارة والأسماء الشابة القادرة والموجودة، مع الإبقاء على بعض اللاعبين (المتجاوزة) أعمارهم، الذين هناك إجماع على انتهاء صلاحياتهم، من الأسماء التي حصلت قبل نهاية الموسم الماضي على (إجازة مفتوحة) قبل أن يعودوا مستهل الموسم الحالي بسبب مستحقاتهم المالية، إضافة إلى عدم اللجوء إلى (تصريف) احترافي لهم، يفسح المجال في الفريق للأسماء التي استمروا على حسابها، وأبعدهم المدرب إلى الفريق الأولمبي مثل هتان باهبري وعبدالفتاح عسيري، وغيرهما.
في الشأن الفني يبدو مدرب الفريق بينات وكأنه استنفد مخزونه الفكري والفني ونضوجه التدريبي، وتوقف عطاؤه عند حد معين لا يتجاوز أساليب وطرق (إعداد) فريق لمسابقة وتهيئته للدوري والموسم؛ إذ تبدو كل المباريات التي خاضها حتى الآن وكأنها مباريات (تجريبية) لفريق يستعد للمشاركة، وليس لكبير يبحث عن استعادة موقعه الحقيقي في الدوري، وهو يملك العناصر التي تؤهله لذلك. وقد يكون أحد أسباب (التردي الفني) للفريق ضيق ذات اليد إدارياً، وعدم قدرة الإدارة على توفير المبالغ المالية التي تكفل للمدرب إقامة معسكر إعدادي للفريق قبل الموسم وفي فترة التوقف الأخيرة الطويلة، غير أن ذلك لا يشفع له (التخبطات) الفنية التي يعيشها، وسوء تعامله مع الموقف، وعدم قدرته على خلق توازن يكفل لفريقه القدرة، إن لم يكن على المقاومة والمنافسة المقبولة، فعلى الأقل الظهور بمظهر فني يليق بالفريق وعناصره، ومستوى يشفع له عند أنصاره وجماهيره، بدلاً من الحالة التي هو عليها، لينطبق على النادي فنياً وعلى العمل الإداري فيه مؤخراً نظرية (سمك لبن تمر هندي)!
كلام مشفر
* مطلوب من إدارة الاتحاد وضع خطة إنقاذ للنادي خلال الفترة القادمة مبكراً، والإفصاح عنها وعن طرق تنفيذها ودعمها من قِبل أعضاء شرف النادي، ومقدار النسبة التي ستساهم بها في التنفيذ المطلوب عاجلاً.
* وعليها الكشف عن ذلك صراحة وبالتفصيل للجماهير الاتحادية عن البرنامج الزمني لتفعيل خطتها، إذا كانت تملك رؤية تتناسب مع بدايتها وقدومها القوي، وقرارها التاريخي، وشعارها المرفوع في الحملة الانتخابية.
* وإذا لم تفعل أو لا تجد في نفسها القدرة على عمل ذلك، فإن عليها اتخاذ قرار تاريخي آخر. والقرار التاريخي الآخر هو (الانسحاب) من المشهد بإعلان الاستقالة وتحقيق مطالب محاربيها والرافضين لها، وهي التي حتى الآن تهيئ لهم وتمنحهم المزيد من الفرص والمساحة للتربص بها والتشنيع عليها ومحاربتها بكل ما أوتوا من قوى ووسائل.
* أقول هذا وليس فيه رفض للإدارة أو تراجع عن موقفي السابق الداعم لها ووجودها، فما زلت مؤيداً وبقوة لبقائها واستمرارها؛ لأن في ذلك تحقيقاً لعوامل وأدوات ومبادئ النجاح، مثل التجربة والاستقرار والقرار، بشرط أن يكون لديها حلول.
* لم تسمح لي الظروف الخاصة بحضور وزيارة معرض الرياضة السعودية الأول، رغم حرصي والدعوات المباشرة التي تلقيتها، خاصة من الزميل الصديق صالح العمودي؛ وذلك لظروف خاصة جدًّا.
* ولم يفاجئني النجاح الذي تحقَّق في المعرض بالصورة التي يتم الحديث عنها من الأشخاص والإعلاميين؛ وذلك للجهود التي بُذلت، وحجم العمل الذي تم، والتنظيم المعد، والترتيبات التي أُخذ بها، وليس ذلك بجديد أو غريب على مهمة خلفها شخصية في مثل حماسه وإصراره وخبراته العميقة المنوعة إدارياً ورياضياً وإعلامياً، فهنيئاً له وللمسؤولين كافة عن المعرض.