لا يمكن لأي كان أن يغفل عن دور التيار الحركي المسيس هنا، فهؤلاء حاربوا كل من لم يسِر في ركابهم، وبالتالي فقد خسر الوطن كثيراً من المؤهلين الأكفاء، الذين وقف لهم التيار الحركي بالمرصاد، من بين هؤلاء الدكتورة رجاء الصانع، التي تحدثت إلى قناة العربية قبل أيام، وقالت ما يعرفه كل من يتابع الحراك الاجتماعي خلال العقود الأخيرة.
تقول الدكتورة رجاء، التي تم تصنيفها، وإعلان الحرب عليها بعد كتابة روايتها الشهيرة «بنات الرياض»، إن هناك من سعى لحرمانها من الالتحاق ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي!!، وأنه لولا الوقفة الأبوية من معالي وزير التعليم العالي، الدكتور خالد العنقري لما تمكنت من الحصول على بعثة، وهو الأمر الذي مكن هذه الشابة المتميزة من الحصول على شهادة عليا بتخصص علمي نادر (الخلايا الجذعية)، من جامعة إلينوي الأمريكية المرموقة، فهل اكتفى التيار الحركي بمحاولته الأولى لمنعها من البعثة، وتوقف عن ملاحقتها في رزقها، فقط لأنه يعتقد أنها تمردت على تعاليمه بإصدارها رواية أدبية؟!
لا، تضيف الدكتورة، والأديبة رجاء الصانع من أنها وجدت صعوبة كبيرة في الحصول على وظيفة بعد عودتها من البعثة!!، ونكرر هنا أنها متخصصة في الخلايا الجذعية، وهي أول طالبة من خارج الولايات المتحدة، يتم قبولها في برنامج علاج العصب والجذور، في جامعة إلينوي، وقد نالت شهادة الاختصاص، كما نالت شهادة الماجستير في علوم الفم والخلايا الجذعية في 2008، ثم تعينت كأستاذ مساعد في جامعة إلينوي فرع شيكاغو بين عامي 2008 و2010، كما أنها نشرت بحثين مهمين عن الخلايا الجذعية في مجلة «علاج العصب والجذور»، وهي من أهم المجلات العلمية المحكمة في هذا المجال، كما نالت الدكتورة الصانع شهادة البورد (الزمالة) الملكية الكندية في علاج العصب والجذور في 2010م.
وحصلت الصانع أيضا على جائزة جامعة إلينوي للإنجازات البارزة محلياً وعالمياً في مجال الخريج العلمي أو المهني أو مسيرة حياته، وهي الجائزة التي فازت بها، مع الصانع، شخصيات كبيرة، من ضمنها السيدة أرثارين كوزين مديرة برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة خريجة عام 1979، وأكسيل ستروتبيك الرئيس المالي لشركة أودي للسيارات خريج عام 1991، وأقامت الجامعة للدكتورة الصانع حفلاً كبيراً، تم خلاله استعراض أبحاثها المتميزة في علم الخلايا الجذعية وتخصّصها الدقيق في مجال علاج الأعصاب السنية!!، ومع كل ذلك وجدت صعوبة في الحصول على عمل!!، فقط لأنها لم ترق للتيار الحركي المتأسلم، ولكن كما قيّض الله لها وزير التعليم العالي قبلاً، فقد تمكنت، بعد جهد جهيد، من الحصول على عمل!!، وهنا نتوقف، ونتساءل عن أعداد المبدعين، والمتميزين الذين وقف التيار الحركي عثرة في طريقهم، فهناك من لا يملك جرأة الصانع ليتحدث، ثم علينا أن نحسب الخسائر المترتبة من جراء تدخل الحركيين في المؤسسات لدينا، فهل حان الوقت للوقوف بحزم أمام هذه التيارات ليتسنى لنا إعادة بناء مؤسساتنا بما فيها التعليمية؟!!، نتمنى ذلك.