اختاروا زيارته لما عرف من سيرته في دعم المشروعات الخيرية، وبالذات ذات الصبغة الاجتماعية منها، رغم أنه لا يتحدث عنها ولا يحبذ الحديث عنها في الإعلام. مساهماته عديدة بالذات في المنطقة الشرقية مقر إقامته وأعماله وفي مسقط رأسه منطقة الباحة، التي ظل لها وفياً رغم إنشغاله بأعماله التجارية والصناعية المتنوعة. وكدليل على رغبته في عدم إبراز مساهماته المتنوعة، فقد عجزت عن حصر أعماله ولم أجد في بحثي الإعلامي عنه سوى الندر اليسير الذي أسمعه عرضاً عنه في أحاديث الآخرين.
إنه الشيخ علي المجدوعي أحد مؤسسي وداعمي -هو وأبناؤه- مركز شموع الأمل وبنك الطعام وجمعية المعوقين بالمنطقة الشرقية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وجمعية أصدقاء المرضى بالمنطقة الشرقية. وداعم الجمعيات الخيرية والتعاونية والأندية الشبابية ببلجرشي وغيرها من المشروعات في تلك المناطق وغيرها والتي لا نعلمها ويتحفظ صاحبها على إعلانها والحديث عنها أمام الملأ، لولا أن سيرتها تأتي ندراً هنا أو هناك.
الأسبوع الماضي رأينا أحد المشروعات التي أمتدت لها أيادي الشيخ المجدوعي البيضاء ماثلة للعيان، ألا وهو مركز جمعية الأطفال المعوقين بمنطقة الباحة حيث تكفل الشيخ المجدوعي وأبناؤه وبناته بإنشاء مقر الجمعية بتكاليف تجاوزت اثني عشر مليون ريال. عندما زاروه ممثلين لجمعية الأطفال المعوقين، ولم يكن الأول من أعيان وتجار المنطقة الذين تمت زيارتهم لهذا الغرض، كانوا يمنون أنفسهم بأن يجودوا مثل الآخرين أو أفضل قليلاً في سبيل إنشاء مقر مركز الجمعية بمنطقة الباحة، وهو أحد أبناء المنطقة الأوفياء كما عرف عنه.
وكي نعرف حجم التوقعات منه فلم يتبرع حتى حينها أي تاجر أو شيخ أو أحد أعيان المنطقة بمبلغ يتجاوز المليون لمشروع جمعية المعوقين. هناك من تبرع بمائة ألف وهناك من تبرع بعشرات الألوف فقط، وهناك من وعد ولم يف..
عرض عليه التبرع لمشروع الجمعية بالباحة، وكعادته سألهم متروياً بعض المعلومات العامة عن المشروع.. أجابوه بأن تكلفته تقدر بحوالي اثني عشر مليون ريال، فطلب منهم أن يعودوا إليه لاحقاً ليمنحهم الإجابة. غادروه والشك يخالجهم بأنه سيقابلهم في الغد أو ربما يقابلهم بتبرع زهيد من باب (المجاملة) لهم.. فعلها آخرون قبله حين طلبوا منهم العودة فلم يجدوا سوى مديري المكاتب يعتذرون منهم!.
استقبلهم في الغد وحكى لهم؛ لقد شاورت أولادي وبناتي مقترحاً عليهم التبرع للمشروع كل بما تجود به نفسه، لكننا وصلنا لفكرة أخرى. سنتولى أنا وأسرتي دعم كامل المشروع - اثني عشر مليوناً، وإن احتاج الأمر أكثر من ذلك فنحن ومحبو الخير حاضرون. يا لها من أسرة يتسابق أعضاؤها لعمل الخير.. أثناء افتتاح المشروع أعلن عن تبرع الشيخ المجدوعي بخمسة عشر مليوناً لبناء المركز إضافة إلى مليون ريال دعماً لوقف جمعية الأطفال المعوقين.
وصل الخبر لصديق الأطفال المعوقين سمو الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وخلال ساعات انتقل من الرياض إلى المنطقة الشرقية ليحي الرجل الشهم الشيخ علي المجدوعي على كرمه في دعم هذا المشروع الخيري ويطمئنه على مستقبل تبرعه.
وها هي جمعية الأطفال المعوقين تفي بالتزامها بتأسيس مركزها بمنطقة الباحة وها هو رجل البر الشيخ علي المجدوعي وأسرته يشكرون الله على نعمه وعلى إلهامهم التبرع لمشروع حيوي كهذا.
أعلم زهد الشيخ المجدوعي وإجابته لمن يتحدث عن أعماله الخيرة: ادع لي فأنا بحاجة للدعاء وليس الدعاية.. دعواتكم بأن يمنح الله الشيخ موفور الصحة والعافية وخير الجزاء في الدنيا والآخرة.