ظل المنتخب السعودي لعقدين ونيف مهيمناً وبطلاً لآسيا متنقلاً بين البطل والوصيف ولكنه وبعد العام 2007 هبط هبوطاً مريعاً ومفاجئاً في المستوى والتصنيف وبعد أن كان في خانة العشرات في التصنيف قفز إلى خانة المئات!! وأصبح يخسر حتى من أضعف الفرق الآسيوية والعربية المغمورة والتي كانت تمني النفس حتى بالتعادل معه!!.وفريق الاتحاد الفريق العريق الذي تسيد آسيا مرتين وذهب لكأس العالم تراجع هو الآخر بشكل مرعب ومخيف في المواسم الأخيرة، ثم ما لبث أن استعاد عافيته بعد تولي الفايز الرئاسة وغربلة الفريق بالتخلص من بعض الأسماء المعمرة وإحلال أسماء شابة نهضت بالفريق مجدداً لكنه عاد أيضاً وترنح وبدأ يصارع من أجل البقاء بدلاً من الصراع على اللقب!! والفتح الذي سحق الفرق كلها الموسم المنصرم وقدم عملاً فنياً وإدارياً لافتاً وحصد اللقب بكل جدارة واستحقاق بات هو الآخر يصارع أيضاً من أجل البقاء خلال موسم واحد فقط!! والنصر الذي يقدم هذا الموسم مستوى جيداً وينافس على اللقب ويسير على نفس طريق الفتح وربما بالفعل يخطف اللقب، سيواجه نفس المصير تماماً إن لم يكن نهاية الموسم فهو بالتأكيد خلال المواسم القادمة.. والهلال والشباب وكل الفرق تعاني تذبذباً غريباً ومحيراً!!.كل هذا يحصل لسبب واحد وهو أننا نعمل بعشوائية داخل اتحاد الكرة وداخل الأندية ولذلك حتى النتائج تأتي عشوائية أيضاً فـ(يوم فوق ويوم تحت) فالعمل على السطح وإهمال القاعدة الهشة لن نحصد منه نتائج ومستويات ثابتة ودائمة مهما (رقعنا) ومهما عملنا، فالاعتماد على الهواة في العمل في الاتحاد وفي الأندية واستجداء أعضاء الشرف ليس عملاً يفضي إلى الديمومة في المستوى والنتائج وليس عملاً احترافياً.
وحتى تنشئة اللاعبين تتم بشكل عشوائي قائم على المهارة الفطرية فقط دون تأسيس حقيقي ممنهج وأكاديمي فكم لاعب عندنا بالله عليكم يجيد اللعب دون كرة!! وكم لاعب يجيد التسديد بالقدمين أو حتى قدم واحدة وكم لاعب يجيد التمركز وكم لاعب هو بعيد عن اللعب الفردي وكم وكم!!.
أخيراً لا يصح إلا الصحيح فإن أصررنا على تلميع السطح وترميمه وأهملنا القاعدة فسنستمر على ما نحن عليه (حبة فوق وحبة تحت).