برأيي أنها جدلية الدكتورة (فاتن خورشيد) وهيئة الدواء والغذاء حول ما توصلت إليه الباحثة بشأن الفائدة الطبية (لبول الإبل)، وأنه يشفي من السرطان؟!.
القضية ليست جديدة، ولن نتطرق لما ورد فيها من أحاديث نبوية، ولا إلى الإعجاز العلمي والطب النبوي في هذا الشأن، فالمسألة محسومة من هذا الجانب، لكن الوقت طال بين (الفائدة الطبية) المُكتشفة علمياً وفق مراكز البحث داخل وخارج السعودية من قبل الباحثة وفريقها، وبين عدم اعتراف هيئة الدواء والغذاء السعودية (بشكل كامل) بالتركيبات المقدمة وفوائدها الطبية لعلاج السرطان!.
هذه الحالة من الاعتراف واللا اعتراف خلقت مشكلة الترويج (لقصص) يتناقلها الناس حول شفاء عدد من المرضى، بسبب العلاج المستخلص من (حليب وبول الإبل)، وأعتقد أن المتاجرة بمشاعر المرضى وذويهم، وتكبدهم عناء البحث عن مثل هذه التركيبات، قد يُعرضهم للسقوط في براثن مروجي الكذب والخداع، بعيداً عن الباحثة وتركيبتها العلمية!.
عشر سنوات من البحث، ونصفها منذ التقدم لطلب الفسح، أمر يدعو للتعجيل بحسم هذه المسألة بشكل واضح، ولعل قراءة بسيطة لوسائل التواصل الاجتماعي يعطيك مؤشرا حول تعلق الناس بهذا الأمر، الذي أعتقد أن تناوله - بشكل خاطئ - قد يظهر نتائج عكسية. هناك أكثر من - ثمانية أطباء - يروجون لهذا الأمر عبر وسائل الإعلام، ويدعون أنهم يعالجون بالطب النبوي، لا أحد ينكر الإعجاز العلمي في الطب النبوي، لكن من يضمن أن هؤلاء لا يمارسون الجدل والنصب والتكسب من مال المرضى؟!.
هناك أحاديث أن بعض الدول الخليجية والعربية بدأت في فتح مراكز متخصصة لهذا الأمر، وهناك أبحاث خليجية ظهرت بعد البحث السعودي، وما أخشاه أن يتم الاعتراف بالبحوث الخليجية والعربية من قبل أي هيئة دواء وغذاء عربية أو خليجية، ويصبح دخول العلاج إلى السعودية مفسوح أوتوماتيكياً، بينما هذه الأبحاث قائمة على البحث السعودي كمرجع في الأصل!.
من حق مريض السرطان أن يبحث عن العلاج بأي طريقة، ومن حق هيئة الدواء والغذاء أن تتأكد من تركيبة كل علاج يتم الترويج له، ومن حق الباحثة الإصرار على الحصول على الفسح طالما أن الدواء أثبت نجاحه وفائدته!.
الاعتراف بأي تقدم علمي (عربي إسلامي) وعدم انتظار الشهادة عليه دولياً، هو ما نحتاجه مع قليل من الشجاعة والثقة في أنفسنا وباحثينا، وقبل ذلك كله معجزات (نبينا)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.