فاز النصر بالكأس الثمينة والبطولة الغالية لأنه بقيادة رئيسه الذهبي نجح في تقديم مهرها النفيس, وناضل منذ سنوات فنياً وإدارياً وإعلامياً، من أجل إعادة صياغة الكثير من مفاهيمه وأفكاره وأيضا ثقافته..
نصر الذهب والمنصات يختلف كثيراً عن ذلك المتداعي الباحث عن مبررات انكساره, اليوم نحن أمام نصر ينفرد عن الأندية الأخرى بتوليفة البطولات السحرية, إدارة وفكر ومال وعمل وبذل ونضج وجهد وحماس, ومدرب ذكي وحيوي ومتفاعل, لديه خليط وقائمة طويلة من نجوم الخبرة والتمرّس, جمهور وفاء وحضور وقول وفعل, هذه مجتمعة نقلته إلى مرحلة جديدة مشرقة انتظرها الجمهور النصراوي سنوات طويلة, واكتشف من خلالها أنّ للبطولات شروطاً ومتطلّبات لا تتحقق بالأماني والأحلام والتلاسن والتعارك مع المنافسين لمجرّد تبرير الإخفاق كما كان نصر ما قبل كحيلان..
نصر اليوم هو بالضبط ما كنا كإعلاميين ورياضيين ومتابعين نطالب به ليكون إضافة للكرة السعودية, ومصدر بهاء وسعادة وارتقاء ليس لوحده كفريق وإنما لجماهيره المسكونة بالألم والحزن والتعب ومرارة الانتظار, هو الآن يقدم نفسه كنموذج للعطاء، بعد أن كان انبعاثاً للإحباط والإخفاق والفوضوية بالإدارة والرؤية وطريقة التفكير..
يا هنا من رئيسه كحيلان
عن الرئيس الفذ والقائد الشاب الأمير فيصل بن تركي يكون الإطراء مبرراً والثناء مقنعاً, فهو وحده وقبل أن يترأس النصر، من بادر وتحمّل وصبر ودعم وتحرك في كل الاتجاهات مادياً ومعنوياً وفنياً ونفسياً ليصنع نصراً مختلفاً, واجه عواصف النقد والتنكيد والمنغّصات لدرجة إشهار الكارت الأحمر ضده من المدرجات, صمد أمام محاولات إسقاطه ومؤامرات تشويه صورته من فئة الوصاية والحرس القديم, تعامل معهم بهدوء وحكمة بلا ضجيج ولا تهريج أو تصادم, وبأفعال جعلته يهدي فريقه أقوى وأغلى الصفقات دون دعم أو رعاية, تواجد في كل الأجواء والظروف في الحل والترحال بالقرب من اللاعبين, أصبح مع الوقت صديقاً لهم يراعي مشاعرهم, يحفزهم يفهم همومهم..
في الموسم الماضي كتبت وأنصفت الأمير فيصل, فحاول البعض من الإعلاميين المحسوبين على النصر التقليل منه والتشكيك به, لدرجة أن أحدهم رد متهكماً بأنني أقصد بذلك استمرار الأمير فيصل رئيساً ليستمر معه فشله, وها هي الأيام والإنجازات تثبت صحة ما قلناه وما كنا نتوقعه من الأمير فيصل..
أخيراً مطلوب من النصراويين جميعاً ومنا كرياضيين سعوديين تثمين عطاء الأمير فيصل وتقدير نجاحه وفهم مسيرته الإدارية التي جعلت من النصر فريق بطولات وإنجازات لا يقهر, هنيئاً له ولمحبي النصر بطولة الأمير سلمان, هنيئاً لنا بعودة النصر, شكراً لكحيلان على مواقفه وبذله وتضحياته..
هلال في خبر كان
في المقابل خسر الهلال بطولته المفضّلة وكسر احتكار ستة مواسم متواصلة، لأنه كان مهيأ لذلك ولمزيد من التعثر, ولأنّ هلال اليوم لا يحمل من أصله وفصله وتاريخه سوى اللون والاسم, قلناها في المواسم الأخيرة بناءً على تراجعه المخيف وطريقة إدارته غير اللائقة به وبطموحات جماهيره, وغير القادرة على أن تقدم للهلال شيئاً يستطيع بموجبه أن يكون بمستوى منجزاته..
هلال الإخفاقات الآسيوية وتحديداً في الموسم الماضي بعد مهزلة أولسان ثم الخويا وما ترتب عليهما من ردود أفعال دفعت محبي الهلال إلى فقد الثقة بإدارة الأمير عبد الرحمن, وأنه بأسلوبه وعزلته وانعزاله عن هموم ومطالب جماهيره سيفقد شخصياً الكثير من محبيه, كما سيورّط الهلال في قرارات وتصرفات ستكون انعكاساتها وإفرازاتها خطيرة على حاضر ومستقبل الهلال, لاحظوا حجم الغياب عن المشهد الكروي العام وفي قضايا تتطلّب تدخله تماشياً مع مسئولياته ولحماية النادي والدفاع عن حقوقه، في وسط لا يحبذ الاتكالية والبرود وادعاء المثالية..
عبد الرحمن بن مساعد لا يستطيع التخلّص من شخصية شبيه الريح الشاعر, لا يدرك أن هنالك لعبة بل ألعاباً إعلامية في برامج هو أكثر من يدعمها ويساندها ويقف معها ضد مصلحة ناديه, وأن هنالك قرارات من لجان ومن جهات أخرى من المفترض بحكم مسؤولياته أن لا يتركها تهدم بناء النادي الأشهر والأكبر, وأن يمارس دوره كرئيس لمؤسسة كبرى لديها من الشعبية والجماهيرية ما يجعله في مكانة عالية وصعبة وحساسة لا تقارن بغيره من الأندية..
إذا ما أراد الأمير عبد الرحمن أن يحافظ على مكانته ولناديه حضوره وتميزه وزعامته، فعليه ان يقرأ جيداً ما يجري حوله ويفهم واقعه وما هو مطلوب منه, ليس فقط في بطولات محلية حصد منها الهلال ما لذّ وطاب، وإنما في البطولة الآسيوية التي تحتاج من التخطيط والإنفاق والعمل الجاد الشيء الكثير, وبالتالي سيكون تحقيقها المنجز الأغلى والحلم الذي سيصنع منه الرئيس الرمز والظاهرة والأسطورة..