كل مواطن في مملكتنا الغالية يتمنى أن تكون المواطنة حاضرة عنده وفي أعلى درجاتها لتكون متفاعلة مع هموم الوطن والمواطن ولا سيما الهم الصحي الذي تتجسد فيه المشاركة الوجدانية والإنسانية وغالباً ما نجدها عند الذين امتهنوا مهنة الطب أكثر من غيرهم وهذا ما ينطبق على الدكتور بدر بن عبدالعزيز الربيعة الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 28-3-1435هـ بعد معاناة مع المرض، وكانت وفاته صدمة على محبيه وأصدقائه، بل على قادة هذه البلاد وأبناء الوطن كافة، حيث رسم صور المواطنة مسئولاً وقيادياً ناجحاً في أكثر من منطقة من مناطق المملكة بدءاً من تقلّده لمنصب مساعد للمدير العام للشؤون الصحية بمنطقة بالرياض للطب العلاجي ومن ثم تم تعيينه مديراً للشؤون الصحية بمنطقة حائل وبعد ذلك انتقل لمنطقة المدينة المنورة في نفس المنصب والذي انتهى أخيراً بتوليه منصب مدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض هذه الفترات التي عمل بها تعتبر من الفترات المزدهرة لأنها تزامنت مع تطبيق خطط التنمية وخصوصاً الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة التي تم فيها توفير البنى التحتية التي يحتاجها القطاع الطبي، فمدينة الرياض التي أشرف على أهم قطاع فيها له علاقة بصحة المواطن تعتبر أهم وأكبر منطقة في المملكة التي تحتاج إلى المستوصفات والمستشفيات والكوادر الفنية والطبية والأدوية وغيرها من الأمور الأخرى التي لها علاقة بالطب كانت حاضرة عند تقلّده لهذه المنصب ومن حسن حظه ارتباطه بالحاكم الإداري صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للرياض الذي كان له عوناً في تنفيذ الكثير من المشاريع في منطقة الرياض التي تعتبر محطته الأخيرة في القطاع الحكومي، ونتيجة للخبرات التي خرج بها أثناء مشواره القيادي والوظيفي اختاره صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد ليكون مستشاراً له في العمل الإنساني الطبي الذي يقوم به في معالجة المرضى خارج المملكة على نفقته الخاصة وكان عند حسن ظنه وقدَّم له المشورة ووظَّف ما يملكه من علاقات شخصية في خدمة هؤلاء المرضى وقد استمر في أدائه لهذه الوظيفة حتى أثناء مرضه. أيضاً قبل أن أختم هذه المقالة المتواضعة عن فقيد الوطن أحب أن أعرج على بعض المواقف التي حصلت معه، ففي سنة 1400هـ تلقيت منه اتصالاً هاتفياً عندما كان مساعداً لمدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض للطب العلاجي وأنا كنت رئيساً لقسم الإهداء بدار الكتالوطنية سابقاً بالرياض (شارع الوزير سابقاً)، حيث طلب مني ما هي الطريقة المتبعة في كيفية الحصول على الكتب التي توزعها دار الكتب على القراء وأرشدته إلى ذلك وبعد أيام أحيل إلي طلبه واخترت له مجموعة من الكتب المناسبة التي قام باستلامها مندوب عنه مضت الأيام وانقطع الاتصال به نتيجة لمشاغله والتقيت به في زيارتي له لتقديم واجب العزاء في وفاة والده قاضي التمييز الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الربيعة - رحمه الله- ومنذ سنتين التقيت به في استراحة الربيعة في حي الصحافة ودار بيني وبينه حديث جميل واستأنست لحديثه وما يملكه من مخزون أدبي رفيع، كذلك التنوّع الثقافي وإلمامه بموروثنا الاجتماعي وأصالته وقد قدّم إلي كرته الخاص لعل وعسى أن يكون بيننا تواصل على مر الأيام ولكن لعل مشاغله حالت دون ذلك، ولكنني أسأل عنه وعن أخباره من خلال ابن عمه الأستاذ عبدالله الربيعة محافظ القويعية.. رحمك الله أيها الفقيد الغالي وألهم الصبر إخوانك الأستاذ عبدالله ود. محمد والمهندس أحمد والدكتور عبدالرحمن وابنك فيصل وأبناء عمومتك الأستاذ عبدالله بن أحمد الربيعة ومحافظ القويعية الأستاذ عبدالله بن محمد الربيعة والأستاذ فهد بن محمد الربيعة نائب مجلس الغرف السعودية والأستاذ خالد بن محمد الربيعة وأسرة الربيعة كافة في جميع مناطق المملكة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد...
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.