أن يسارع حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي للترشيح لانتخابات الرئاسة المصريَّة، فهذا حق مشروع واثراء للانتخابات الرئاسية في الشقيقة مصر، بل وتحسين لأجواء المنافسة الديمقراطية ومثلما نرحب بخطوة حمدين صباحي نرحب أيضًا بالخطوة المنتظرة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح زعيم حزب مصر القوية ليكون ممثلاً لتيار مهم من الشعب المصري، وترشيحه إن تم إثراء أيضًا للانتخابات ويجعلها انتخابات حقيقة جديرة بالمتابعة، فهذان المرشحان اللذان يمثِّلان قيادتين لهما ثقلهما في الشارع المصري، يجعل من ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي الذي بات مطلبًا شعبيًّا مصريًا، متكافئًا، ويلغي أيّ انطباع بأن فوز المشير مؤكّد؛ لأن كلاً من صباحي وأبو الفتوح لهما أنصارهما ومثلما يُعدُّ المشير السيسي مرشح الشعب، فإنَّ أبو الفتوح مرشح تيار الإسلام السياسي إلى حد ما، مثلما يُعدُّ حمدين صباحي مرشح التيار الناصري واليساريين إلى حد ما، ومع أن كفَّة السيسي هي الأرجح؛ لأنَّه مطلب أكثر الشعب، إلا أن هذا المثلث الانتخابي سيجعل من الانتخابات انتخابات حقيقية تؤكِّد أن العملية الديمقراطية تسير نحو الأفضل، فرغم كل التأييد والحماس للمشير السيسي إلا أنَّه لا يمكن إغفال نسب التأييد لكلا المرشحين الآخرين، فالصباحي له مؤيدون كثر بين أوساط الناصريين واليساريين والقوميين وخصوصًا بين الفلاحين والعمال وطبقة الفقراء ونسبة لا بأس بها من القوى الثورية، التي انقسم البعض منها منضمًا إلى حملة حمدين صباحي بعد أن كانوا من أشد المؤيدين للمشير السيسي، وهذا ما وضح بعد الانقسام في تنظيم (تمرد) الذي انضم جزءٌ من معسكره إلى حمدين صباحي بعد إعلان ترشيحه، بل إن بعضًا من قيادات تمرد ظهرت في حفل إعلان ترشيح صباحي، مما دفع القيادات الأخرى التي تؤيد السيسي إلى تعليق عضويتهم وطلب عقد جمعية عمومية لتحديد موقف تمرد من دعم أحد المرشحين، ولا شكَّ أن هذا الانقسام سيشجع عبد المنعم أبو الفتوح على إعلان ترشيحه ليكون مرشح تيار الإسلام السياسي، الذي قد يغريه انقسام القوى الثورية ليكون منافسًا قويًّا في انتخابات الرئاسة المصريَّة ولكن مع هذا فإنَّ كلا المرشحين حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح لن يشكلا خطرًا على المرشح المشير عبد الفتاح السيسي، الذي يعد المرشح الأكثر قبولاً لدى الشعب المصري.