اليوم سأحدثكم كيف شعرتُ (بالنقص) والعجز، وأنا أقف أمام الفتاة السعودية المُبدعة (هيله - 16عاماً) التي ولدت دون أطراف (علوية)!
أسئلة عديدة تدور في ذهني (أمس الأول) وأنا في الطريق إلى الدمام، حيث تسكن، رغم أن عائلتها من (القصيم في الأصل)، أنظر إلى جوالي وأنا غير متأكد؟! هل الصور والرسومات التي أرسلها لي الزميل (مبارك العصيمي) المُتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، تخص (هيلة) بالفعل؟! وقامت برسمها (برجليها) بدقة متناهية؟!
الحمد لله نحن مجتمع مسلم، وديننا يحثنا على التكاتف والترابط، والإيمان بالقضاء والقدر، غير أن التجارب والقصص التي تُروى عن بعضنا، أنه عندما يُرزق بمثل هذه الحالة يحاول (إخفاءها عن الأنظار)، كثقافة (عيب مجتمعي) ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن (هيلة وعائلتها) نموذج رائع يستحق الشكر والإشادة!
وصلنا إلى (مرسم الطباشير) الذي تديره المُدربة الفاضلة (شعاع الدوسري)، حيث تتدرب (هيلة) التي وجدناها ووالدتها وهي سعيدة أنها حققت (جزءاً من حلمها) بتسابق القنوات الفضائية ووسائل الإعلام على التعرّف على حياتها والاعتراف بها؟ وكيف نجحت في تخطي العقبات؟!
قامت هيلة بالرسم برجليها أمامنا (بطريقة مذهلة)، وهي تُمسك الفرشاة والألوان والقلم الرصاص والممحاة بشكل (احترافي) بأصابع رجليها، أنجزت اللوحة، وحدثتنا أنها بالفعل لا (تملك يدين) ولكن الله رزقها موهبة، أنتجت عشرات اللوحات، وهي تقول أعمل كل شيء في حياتي برجلي بشكل طبيعي، أطبخ وأكتب وأرسم، في الصغر عندما أسأل عن (يدي، وذراعي ولماذا أنا لست مثل البقية)؟ كانوا يقولون لي إن (الحرامي سرقها)، حتى يسلوني ويواسوني، أنا أملك (عائلة رائعة) دعمتني وساعدتني على الدراسة والتعلّم والإبداع.. كل ما أحلم به هو مركز أستطيع أن أدرب فيه أصحاب الظروف الخاصة ليتجاوزوا العقبات في طريق نجاحهم..!
(هيلة) قصة يجب أن يفخر بها ويرويها كل السعوديين، وفتاة يجب أن تجد الدعم والرعاية، فهي مُلهمة بأن (الإرادة والعزيمة والثقة) أساس النجاح؟!
شعرت بالنقص والعجز لعدم قدرتي على مجاراة إبداع (هيلة) رغم أنها ترسم بقدميها وأنا أحاول (بكلتا يديّ)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.