يحتاج الشاب الأمريكي لمشوار قد يمتد لنحو (10 أشهر) من أجل نقل بصيلات من شعر الرأس إلى شعر اللحية؛ إذ إن تلك أحدث صرعات الموضة بين الشباب الأمريكي!
الموضة تتلخص في البحث والحلم بظهور شعر اللحية في الوجه (الأملس) على ما ذكر (يايل هلاش) أخصائي جراحة تجميل وآخرون (لرويترز)، فمراكز التجميل الآن في نيويورك تعج بمواعيد عمليات (زراعة اللحى)، فيما ينتقل شبان آخرون إلى ولايات أخرى ومراكز متخصصة لإجراء (مئات العمليات)!
في المقابل، كم (عملية ليزر) تُجرى لدينا للتخلص من شعر اللحية (نهائياً)؟! الناس يبحثون عن التغيير في أشكالهم لدواعٍ نفسية فقط.. من لديه شَعر يريد التخلص منه، ومن لا يملك شعراً يحلم به!
عمليات زراعة اللحى ونقل بعض من شعر الرأس ليظهر في الوجه، قد تكلف الشاب الأمريكي نحو (7 آلاف دولار)، ومع ذلك تتزايد الطلبات وحجز المواعيد من قِبل شبان، يبدو عليهم الهدوء، معظمهم في أواخر العشرينيات، ومنهم من يشتغل في الفنون والأعمال التشكيلية!
الأمر في أوروبا أكثر اعتدالاً مع النشاط المتزايد لنادي (أصحاب الشوارب واللحى)، الذي يدافع عن حقوقهم، ويطالب بتوفير بعض الخدمات لهم بأسعار معقولة للتزين والتهذيب، ومنع المتاجرة بذلك بسبب نظرية أن من يمتلك شعراً في وجهه يمتلك مالاً أكثر!
والعكس صحيح لدينا (بلا تعليق)، فمن (يمرط) الشارب واللحية يقال إن فلوسه كثرت!
بعيداً عن السجال والجدال الذي أُثير مؤخراً حول (اللحى) أقول: إعفاء (شعر الوجه) يغيِّر مفاهيم كثيرة لدينا، ويعطي أهمية وقيمة لأشخاص قد يستغلون (النظرة العامة) للمجتمع المسلم بمنح تقدير ومكانة لمن يمتلك هذه الخصلة المرتبطة (بالالتزام) بالتعاليم الدينية، لكنه جسر وجواز عبور لبعض هؤلاء المتملقين وأصحاب الأهواء!
بكل تأكيد (إعفاء اللحى) زينة الرجال، وواجب وامتثال لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - سنظل ننظر لمن يلتزم به بتقدير واحترام وإعجاب وإكبار، ولكن يجب أن نترك المعاملة تفصل في الخطوة اللاحقة (لتجار شعر الوجه)؛ فالدين المعاملة!
يجب أن نُعيد نظرتنا للتفريق بين مَن يملك بداخله (ديناً)، ظهر التزامه على مظهره الخارجي، ومَن جعل (الشعر) تجارة يغوي بها سذج الناس؟!
فالرسول الأكرم قد حذر ممن «تحقرون صلاتكم عند صلاتهم»!
وعلى دروب الخير نلتقي.