الذين يستمعون القول، ويتبعون أحسنه يفلحون..
واتباع أحسن القول في الدينِ, هو الإيمانُ مطلقُ اليقينِ بالرب تعالى.., عن الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم,..أي الكينونة في الإسلامية فكراً ,وعملاً.., فمن أسلم لله, سَلَّم بالشهادةِ , وسلُمَ بها.. وسلَّمَ غيرَه منه,..!
وإتباع القول الحسن في الفكر, هو استقامته, وتطهيره من الفاسد المؤدي إلى القلق في الجماعة.., أو جلب المضرة إلى الذات, وإليهم, بمعنى عدم إفساد الحياة الخاصة, والعامة..!
والقول الحسن على أوجه الوعي هو إدراك المصلحة, التي هي مصدر النفع, والاستقرار..
واتباع القول الحسن في السلوك هو احترام الذات الخاصة, واحترام الذوات الأُخَر...!
وتمحيص العقل, وتقليب السلوك على تصاريفه إنما يؤدي إلى نخل الوارد من القول في «منخل» المعرفة بالشيء, والوعي به, والإقرار بصحته, وسلامته, والأخذ بأحسنه, وأجداه..
ولأن الناس قد تقلبت عليها مصادر القول حتى باتت في قلق, وشتات, وتوزعت مداركُها في اللحاق وراء الدلالات، والمقاصد.., وبات عليها أن تأخذ بأحسن القول, فتتبعه,..بهدف إنجاح الحياة, وتطهيرها من الأسوأ, وتعقيمها من الأفسد...ذلك لأن المطلق في النقاء محالٌ في واقع البشر..
ولا أقل من الأخذ بالأشمل الأحوط.., من أحسن القول, وأوعى الفعلِ..
لذا فالمعلم في المدرسة من مصادر القول الأحسن, لأنه يعلِّم, وينقل الخبرات, ويخاطب العقول, وينمي مهارات الإدراك..
وللعلم سطوةٌ على الجهلِ, وهو مصدر الفعل المنبثق عن القول الأحسن.. إذ ليس من علم كمن جهل.., ولا من علم ولم يعمل,كمن سمع ولم يتبع..!!
والأب كذلك يأتي في حياة الإنسان كالمعلم.., بل هو أول المعلمين.. فالأبوة لا تقدّم إلا ما يمتزج فيه العقلُ بالقلبِ.., مما يعزِّز مراتبَ القولِ, ويدعم مراتبَ الغرسِ, فلئن علَّم المعلِّمُ وهو شديدٌ, ففي الرحمة الأبوية حسنةٌ مضافة للإنسان.. أسوة برحمةِ الخالق بمن خلق, مع فارق عدم التماثل, إذ لله تعالى المثل الأعلى..
وكل ذي قولٍ حسن هو مصدر اقتداء, واتباع..
وكل قولٍ حسنٍ هو مصدرُ سعادةِ البشرِ حين يُعمِلون مداركَهم لمعرفةِ حُسْنِه.., ومن ثمَّ اتباع أحسنِه, لجني محاسِنِه...!
فما أحوج الإنسان في الحياة لكي يُنتج, ويثمر, أن ينمِّي فكرَه.., ويشذبَ فعلَه.., ويُحسِّنَ قولَه...
لتحيا حياتُه.., وحياةُ غيرِه في سلامٍ.., تعمُّه أحسنُ الأقوالِ.., وتُسيِّرُه أحسنُ الأفعالِ...!