من المفجع لنا كمسلمين نخاف الله سبحانه وتعالى أن يقتل الأطفال الأبرياء على أيدي الآباء بحجة التأديب! بسبب استخدامهم لذلك التأديب الذي يؤدي للقتل والذي ليس من شرع رب العالمين ولا رسوله الكريم. وهذا ما يؤلمنا أكثر عندما تتكشف حقائق بعض الآباء الذين يعذبون أطفالهم بعد انفصالهم عن أمهاتهم، وارتباطهم بزوجات أخريات، ويتعمدون في التفرقة بالمعاملة والتمييز فيما بينهم وبين زوجاتهم وأبنائهم منهن!.. وقتيلة السلاسل في أبها، تدعى «ريم» تبلغ من العمر 13 عاماً، حُرمت من رؤية والدتها هي وإخوتها لما يزيد عن 11 عاماً، وفصلها والدها من المدرسة وشقيقاتها، ومنع عنهن جميع وسائل الترفيه بعكس زوجته التي تحظى باهتمامه، وعشن حياة التجويع والإهمال والتعذيب بالسلاسل، «وهذا أسلوب العتاة المجرمين في المعتقلات»!.. وحُرمت من أخيها منذ 9 سنوات بعدما أخذ نصيبه من الضرب بالسلاسل والمفكات، وتم طرده من البيت، وعاش حياة مريرة شبيهة بالتشرد في مدينة الرياض، ولم يكن يعلم بأن والدته على قيد الحياة إلا بعد هذه السنوات الطويلة وبعد وفاة «ريم»!.
هذه الحادثة المريرة والتي تكررت بصورها المأساوية في كذا منطقة، وبطلها يكون الأب أو زوجته، وضحيتها أطفال أبرياء، تدفعني للتساؤلات التالية:
1 - لماذا الأمهات المطلقات يصمتن وينسحبن ويتركن أطفالهن لآباء لا يخافون الله، ويتنازلن عنهم بسهولة، ولايتم خروجهن إلا بعد تعرضهم للأذى القاتل؟! ألا يتحملن الجزء الأكبر من مسؤولية مصير أطفالهن المأساوي؟ ألا يحاسبن عن صمتهن عن هؤلاء الآباء المجرمين؟! فالراضي كالفاعل عند المحاسبة الشرعية، فالمبررات التي يقدمنها لابد أن يرفضها القضاء ويحاسبهن على سكوتهن بحجة أنه والدهم ومن حقه يربيهم!.
2 - أيضاً بعض مديرات المدارس السلبيات وهذا الكلام أقوله من تجربة، لماذا يصمتن عن الطالبات الصغيرات اللاتي يتم فصلهن فجأة من آبائهن، ولا يحاولن تقديم شكوى لإداراتهن أو تقارير عن تلك الطالبات لمتابعة أوضاعهن الأسرية مع الجهات الأمنية أو الحقوقية، ويستسلمن مثل الأمهات السلبيات خوفاً من تحمل المسؤولية، ويتعذرن بمبررات غير إنسانية ولا تمت لأمانة مهنتهن بصلة، بحجة أن الآباء أحرار في بناتهم!.
3 - كذلك سكوت الأخ عن التبليغ للجهات الحقوقية وعدم ثقته في قدرتهم على مساعدته، أو إنقاذ أخواته بالرغم من وجوده بمنطقة الرياض التي تحظى بجهات حقوقية وأمنية وإدارة الحماية الرئيسية، لمؤشر على أن حملات التوعية والتثقيف الحقوقية مازالت ضعيفة ولم تحقق الهدف المنشود منها لكي تكسب ثقة المعنفين والمتضررين أسرياً.
4 - وأخيراً.. دائماً نبرر بأن هؤلاء الآباء العدوانيين إما مرضى نفسيين أو مدمنين للمخدرات، لكن والد القتيلة ريم حسب أقوال ابنه في جريدة الوطن العدد رقم «4909» بأنه ملتزم في صلاته ولكنه متشدد وغير متحكم في تصرفاته ولايعاني الجنون، والأدهى يعمل في إدارة تابعة للشئون الإسلامية»! فهذا هو الخلل النفسي الذي لا يتم السكوت عليه أبداً، منعاً لضحايا بريئة قادمة -لاقدر الله-.. «وحسبي الله ونعم الوكيل».