تأملات في تعليمنا

لا يوجد مجتمع على الأرض (لم) يعان من أزمات خانقة، وخصوصاً في الجانب الاجتماعي (تدني القيم المدنية والاخلاقية التي تضمن السلم الاجتماعي، وتحقق تماسك المجتمع وانسجام مكوناته)، والجانب الاقتصادي (تواضع مهارات الناس المعرفية والمهنية، وبالتالي تدني انتاجيتهم). ودول العالم المتقدم المتحضر اليوم لم تكن استثناء في هذا الأمر، فتجاربهم السابقة تؤكد أن مجتمعاتهم كانت متخلفة ومتشرذمة بفعل أزمات اجتماعية واقتصادية كانت تعصف بها، لكن الانقاذ اتى إليهم من التعليم.

دعونا الآن نسأل: لماذا وبعد 70 عاماً من انطلاقته لم يقدم تعليمنا وصفة الحل لأزماتنا ومعضلاتنا التنموية؟ نحن نقدم تعليماً وصل إلى أكثر من 5 ملايين طالب، في 30 ألف مدرسة، يعمل بها أكثر من نصف مليون معلم، بل ونقدم لطلابنا تعليماً لا يختلف في تكلفته كثيراً عن تكلفة التعليم الذي تقدمه الأمم المتقدمة.

أجدني في هذه اللحظة أتذكر تعجباً أطلقه سمو وزير التربية خالد الفيصل قبل سنوات عندما قال انه لا يليق بدولة مثل المملكة العربية السعودية أن تكون ضمن دول العالم الثالث.

لعلك يا سمو الأمير عرفت اليوم السر الذي ابقانا ضمن دول العالم الثالث رغم امكاناتنا الهائلة، إنه التعليم فقط.

وبما أن إرادة الله شاءت ان تكون اليوم صانع قرارنا التعليمي، فاعتقد أننا اصبحنا على مقربة من انفراج ازمتنا التعليمية، وبالتالي أزمتنا التنموية، فأنت رجل تحمل هم التنمية كما أعلم، وهذا يجعلني متفائلاً