في موسم (1988) اتخذ مدرب الهلال البرازيلي آنذاك كندينو صاحب الشخصية القوية قراراً شجاعاً، وصعّد العديد من اللاعبين الصغار للفريق الأول وطور من مستوياتهم وقدراتهم، فجدد في تركيبة وأداء الهلال وحافظ على حيوية ونسق الهلال، وبالتالي استمر الهلال في المنافسة والمحافظة على حصد البطولات.. وكان من أولئك اللاعبين مدرب الفريق الحالي سامي الجابر الذي حقق لقب هداف الدوري في ثاني موسم له مع الفريق الأول؛ لأنه استفاد من وجود مدرب لديه مقومات ومتطلبات التدريب الحقيقية التي تطور وتنمي مستويات اللاعبين!!.. تلك الشجاعة وتلك الشخصية القوية التي كانت لدى كندينو لم يتعلمها سامي ويعمل بها بعد أن أصبح فجأة مدرباً للهلال؛ لذا لم يتجرأ سامي على الاستعانة بلاعبين من فريق الهلال الأولمبي الذين يقدمون مستويات رائعة في مراكز يحتاج إليها الفريق الأول وتعاني من أخطاء فردية وبدائية متكررة وتسببت في أهداف وخسائر للهلال موجعة!!.. وفي موسم (2008) انتقل اللاعب أسامة هوساوي للهلال وكانت إمكاناته الفردية والدفاعية محدودة فاجتهد مدرب الهلال في ذلك الوقت الروماني كوزمين على تطوير وتنمية قدراته، فأصبح أسامة هوساوي أهم مدافع في خريطة كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة ونال على اثر هذا التطور والارتفاع في المستوى جائزة أفضل لاعب سعودي في موسم (2010)، وعلى النقيض تماماً عندما اضطر مدرب الهلال الحالي سامي الجابر إلى الاستعانة بخدمات مدافع الهلال الشاب سلطان الدعيع بعد إصابة مدافعي الهلال، لم تمضِ عدة مباريات على فرحة وسعادة جمهور الهلال على مشاهدة نجم هلالي جديد في الفريق الأول من نتاج (مدرسة) الهلال بعد طول انتظار ويقدم مستويات رائعة، حتى تدهور مستوى الدعيع وتحول إلى نقطة ضعف واضحة في خط دفاع فريقه، والسبب ببساطة لان سامي لا يمتلك الإمكانات التدريبية الهائلة التي لدى كوزمين فتسهم في تطوير وتنمية قدرات بعض اللاعبين الذين حققوا مع كوزمين بطولة الدوري على الرغم من أدائهم الفني المتواضع!!..
عموماً خلال الأسبوعين الماضيين أخذت القضية (المفتعلة) شهادة سامي التدريبية حيزا كبيرا من الاهتمام الإعلامي وانساق خلفها إدارة وجمهور الهلال، وصار شغلهم الشاغل إثبات أن سامي يمتلك شهادة (A) من الاتحاد الأسيوي فانشغلوا عن مستويات فريقهم المتباينة وظهوره الهزيل في أكثر المباريات، وتجاهلوا استمرار التنظيم الدفاعي السيئ في الهلال وعجز مدرب الفريق سامي الجابر عن معالجته الذي هو المعيار والمقياس الحقيقي لكفاءة سامي التدريبية وليست الشهادة النظرية التي ربما يمتلكها، لكن بالتأكيد يفتقد للأولى، وهذه الحقيقة المؤلمة التي يجب على الهلاليين الاعتراف بها والاهتمام بها ومناقشتها أكثر من غيرها!!.
القناة الرياضية واحترام المهنية
ينتقدها الكثير بمناسبة ودون مناسبة ويهاجمها البعض بسبب الانطباعات المسبقة، وقلة هم من ينصفونها وينتصرون لمواقفها ويدافعون عن حقوقها، حتى أصبحت القناة الرياضية السعودية (مأكول مذموم) ليس عند الجمهور فحسب بل لدى بعض البرامج الرياضية الأخرى!!.. وأعني تلك البرامج الرياضية في القنوات التجارية الذين يحضرون أخبارهم وموادهم الإعلامية من القناة الرياضية السعودية وينقلون عنها الأهداف والأحداث المثيرة والحالات التحكيمية ويأخذون منها اللقطات الحصرية والمؤتمرات الصحفية كل هذا (مجاناً)، ومن ثم وبكل بجاحة ووقاحة يستغلون منابرهم لتصيد أخطائها وتأليب الجمهور والمتابعين عليها!!.. حقيقة قمة التناقض والاستفزاز أن تلك البرامج التجارية تسمح وتمرر لضيوفها الإعلاميين انتقاد القناة الرياضية بشأن حقوق العاملين والتأخر عن تسديد مستحقاتهم المالية المستحقة، بينما هم مازالوا يتجاهلون ويتمنعون عن دفع حقوق القناة الرياضية المادية المفترضة عليهم مقابل تلك اللقطات والملخصات التي يبثونها ولم يدفعوا حقها!!.. صحيح القناة الرياضية السعودية عندها مشكلات فنية كثيرة ولديها عيوب تقنية عديدة وفيها معضلة مالية كبيرة وتعاني في المهنية الإعلامية وقد انتقدها في تلك الجوانب وذلك القصور الجميع ومنهم كاتب هذه السطور كثيراً، ولكن في هذا الجانب وهذا الحق المالي المسلوب لقناة الوطن كان لابد من الوقوف مع القناة الرياضية ضد هذه البرامج الرياضية التي تخاف من الغرامات المادية وتخشى المطالبات القانونية وتحترم العقود والمواثيق الإعلامية مع جميع القنوات والشبكات الأجنبية إلا القناة الرياضية السعودية، واكبر واقرب مثال تعاملهم مع البطولة الأسيوية التي يكتفون بالإشارة لها والحديث عنها بالصور الفوتوغرافية!!..
أخيراً المسؤولية الأولى والأهم تقع على عاتق المسؤولين والمشرفين عن القناة الرياضية في انتزاع حقوق القناة المالية بالطرق النظامية وفرض احترام المهنية الإعلامية على تلك البرامج المختلسة لأنه لا يمكن أن يشارف عقد القنوات الرياضية السعودية الحصري على الانتهاء وكل ما نشاهده على ارض الواقع هي مجرد تصاريح صحفية فقط بينما حقوقهم مازالت ضائعة ومجهوداتهم مسلوبة!!.
بكل تجرد
مهما حاول الرياضيون والمتابعون إحسان الظن في قضية خطاب إدارة المنتخب الأولمبي الموجه للمدرب خالد القروني، ومطالبته بطريقة فجة ترك تدريب فريق الاتحاد والعودة للمنتخب الأولمبي إلا أن الأسلوب والتوقيت في الخطاب يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك أطرافا خفية تسعى وبقوة إلى عدم نهوض فريق الاتحاد وتعمل على عدم عودة العميد من جديد كفريق قوي وشرس على ارض الملعب.. لذا على الاتحاديين المخلصين وليس التابعين أن يلتفتوا حولهم ويكتشفوا من هو (الخب) الذي يهمه استمرار وضع الاتحاد على ما هو عليه الآن؟!!.