حين تهتم المؤسسات القيادية بالشباب، فإن مسؤولي القطاعات الحكومية والاهلية ربما سيستحون على وجوههم، ويبدون اهتماماً بتوظيف هذه الفئة المحرومة من أبسط حقوقها في الحصول على فرص عمل تليق بطموحها وإصرارها على إثبات ذاتها. وحين أقول ربما سيستحون، فلأن معظمهم لا يستحون والله، لا من القيادة ولا من غيرها. فأكبر هم لهم، هو تكبير كروش أرصدتهم، ولو على حساب الوطن ومصلحة الوطن! ولأن الفضاء قد ضاق بالشباب، فلقد صرنا ننادي بأن يتوجهوا إلى الأعمال الصغيرة، التي قد لا تحتاج إلى رأس المال الكبير، بل إلى الفكرة المتميزة والمتفردة، ومثل هذه الأفكار هي التي قفزت بالشباب في الدول المتقدمة، من الهامش إلى بقع الضوء. وهذا لن يتحقق مع شبابنا، إن لم يتم دعمهم دعماً حقيقياً من قبل مؤسسات حكومية وأهلية، وبدون هذا الدعم، سيكونون مجرد غيوم تعبر دون أن تمطر.
ولقد شهدنا الأسبوع الماضي مثالاً على هذا الدعم، حينما قابل أمير منطقة الرياض، خالد بن بندر، مجموعة من شباب الأعمال، يرافقهم الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس الغرفة التجارية الصناعية. ونأمل ألاّ يكون اللقاء مجرد فقرة من برنامج العلاقات العامة للغرفة التجارية، تنتهي بانتهاء اللقاء، ويعود الشباب بعدها إلى شوارعهم التي اعتادوا على البقاء فيها!
إن من أهم ما يجب أن نغيّره، هو التأخير الشديد في صرف المستحقات لدى القطاع الحكومي، لأنه لو استمر على نفس حاله، فإن شاب الأعمال سيغلق عمله، ويعود إلى صناديق الذرة وكراتين العبري.