ما بين زمن وزمن يبزغ عدد من النجوم في سماء الإبداع وتملأ الفضاء بتوهجها وتعدد ألوانها وأشكالها وأدوارها، وقد تضاء السماء بأعداد هائلة تكاد أن تخطف الأبصار بقوة ضوئها وكثرتها وتصبح حديث الناس ومادة مجالسهم، وقد تبقى لمدد متفاوتة ثم لا تلبث بالتراجع والخفوت ثم الانطفاء وتخلو السماء إلا من أعداد محدودة لم تستطع يد الزمن أن تصل إليها لتمتعها بمناعة عجيبة تقيها عوامل التعرية.
ومن يرجع بذاكرته الى زمن قريب جداً يدرك ما أقول، إذ لم يمض على توهج السماء بعدد من الأسماء ألا زمن يسير لا يكاد يبلغ السنوات العشر او أقل، ولم يدر ببال عشاق الشعر أن تكون النهاية على مشارف التوهج لعدم استطاعة تلك الأسماء البقاء لأكثر من عمرها الإبداعي المفترض، إذ لم يكن ذلك الحضور إلا مجرد افتعال إبداع ما لبث أن انحسر عنه الغطاء وانكشفت مدة الصلاحية القصيرة واعتبره المتلقي من المواد المضرة بصحة الذوق والفكر فاستبعدها حتى لا توضع على موائد الأجيال القادمة فتصاب بالتسمم الفكري وموت الذوق.