نؤكِّد أن أيّ استخدام للسلاح والعنف في وجه الدولة، أو المجتمع مدان ومرفوض من قبل علماء المذهب وعموم المجتمع، ولا يحظى بأي غطاء ديني أو سياسي.
جاء هذا التأكيد ضمن بيان عاقل ومتزن أصدره مجموعة من علماء الشيعة من محافظتي القطيف والأحساء، فضلاً عن تأكيدهم في ذات البيان أهمية الأمن والاستقرار وأنه مقصد للدين ومطلب للمجتمع.
هذا البيان المعبّر عن روح وطنيَّة عالية من عقلاء الشيعة، الذين يشاركوننا الدين والوطن والأرض، ونستظل معهم بكيان الدَّولة العزيزة تحت رايتها الشامخة، يعكس استيعابهم المقصد السامي للرسالة الأمنيَّة، التي تجلت في بيان المتحدث الأمني لوزارة الداخليَّة باعتبار إطلاق النار على المواطنين ورجال الأمن اعتداءً إرهابيًا، كما يعكس بيان تلك الشخصيات المرموقة الوعي التام لدلالة تسمية وزارة الداخليَّة تلك الاعتداءات بـ(الإرهاب)، لأنهم يعون تمامًا التداعيات السلبية لأية حادثة إرهابية أو جريمة إنسانيَّة قد تحدث في أيّ مجتمع مطمئن أو ضد أجهزة الدولة، كحادثة الاعتداء الذي تعرض له بعض رجال الأمن، أثناء وجودهم أمام مقر شرطة العوامية لمباشرة مهامهم، وذلك مساء يوم الأحد 23 ربيع الآخر 1435هـ، - حسب بيان المتحدث الأمني لوزارة الداخليَّة - حيث تعرّضوا لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول من إحدى المزارع المجاورة، ونتج عن ذلك الحادث الإرهابي إصابة ثلاثة من رجال الأمن، تَمَّ نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وأحدهم حالته حرجة.
كما أن أهمية البيان الشيعي أنّه جاء متزامنًا مع بيان وزارة الداخليَّة التفصيلي بخصوص الإرهاب والتحزب، المنبثق عن الأمر الملكي السامي بهذا الشأن، ما يعني أن الجميع سواسية أمام القانون، وأن مهمة الدَّولة أن توفر الأمن، وتفرض الاستقرار في كلِّ أرجاء الوطن، وأنها لن تسمح بأية اعتداءات إرهابية أو تنظيمات متطرفة أو ولاءات حزبية، فالعوامية مثل أية بقعة سعودية، وأهلها مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات كغيرهم على امتداد الوطن، فمن أهم هذه الواجبات وأجلها التي تفرضها الوطنيَّة الصادقة، هي المساهمة الحقيقية في حفظ الأمن، ومنع الاعتداءات والعمليات الإرهابيَّة وفضح مرتكبيها، خاصةً تجاه رجال الأمن الذين يمثِّلون هيبة الدولة، فليس هناك دولة بالعالم مهما كانت طبيعتها تقبل أن تمس هيبتها أو يتم الاعتداء على أجهزتها.
يبقى أن أشير إلى أني اعتقد أن المواطنين الشيعة عمومًا، سواءً كانوا علماء أو أساتذة أو مفكرين أو من عامة الناس يدركون مثل غيرهم من أبناء هذا الوطن، أن الإرهاب عمل مرفوض بالفطرة، بكلِّ صوره وتحت أية حجج، فهو سلوك شيطاني لا دين له ولا مذهب ولا جنسية، كونه لا يخرج عن الإفساد في الأرض، ومحاربة الإنسانيَّة، ونشر الموت بلغة الدم، وزعزعة الأمن وتهديد وحدة الوطن، خاصةً في ظلِّ الأحداث الدامية، التي تموج في أكثر من بلد عربي بما يسمى الربيع العربي.