بالمصادفة، كنت في يومين متتاليين في مكانين مختلفين في شرق مدينة الرياض في الوقت نفسه، هو قبل صلاة الظهر.
المكان الأول: مكتبة شهيرة، وظللت بعد رفع الأذان أكثر من عشر دقائق أستمع إلى شرح البائع عن كيفية تشغيل جهاز إلكتروني. وبعد أن انتهينا أخذت الجهاز إلى الصندوق، فوجدت المحاسب السعودي الشاب في انتظاري. حاسبته ومضيت إلى حال سبيلي.
في اليوم التالي، كنت في معرض أدوات منزلية شهير. وقبل الأذان بعشر دقائق أُغلقت الأبواب، لكني واصلت بحثي عن الأداة المنزلية التي أرغب في شرائها. وما إن وجدتها حتى توجهت للصندوق، لكنني لم أجد أحداً:
- المحاسب مشي يا أفندم.
- مشي؟! كيف مشي؟! ومن سيحاسبنا، أنا وهؤلاء المشترين؟!
- سيبوا اللي اشتريتوه هنا، وارجعوا الساعة أربعة.
استفزّ هذا الكلام أحد الزبائن فصرخ:
- أربعة تربع علباتك يا أفندم!! والله إن ما رجع المحاسب لأتصل براعي الحلال، وأقول إنكم تطفشون زباين معرضه، وإنكم تفاختون من الشغل والزباين بالمعرض.
رد آخر:
- هم وش هامهم؟! رواتبهم اللي ما يحلم بها السعودي، تدخل في حسابهم كاملة آخر الشهر، مع إكراميات وعلاوات.
علّق ثالث:
- والله ما لقاها الاّ هالافندميات، وعيالنا هذاهم حراس أمن بتراب الفلوس.
الشاهد من القصتين هو أن شبابنا حين يعملون في المواقع المهمة تجدهم محافظين على مال وسمعة الشركة التي يعملون بها، في حين أن بعض غير السعوديين لا يهمهم غير الراتب، وعسى الشركة تنحرق باللي فيها!