الوزير و(حارسه الشخصي)!

نفتخر ولله الحمد أن (وزراءنا) لا يصطحبون معهم (حراسا شخصيين) عندما يسيرون في الشوارع، أو يمارسون حياتهم العادية، فطبيعي جداً أن تحضر أي مناسبة، أو زواج وتفاجأ أن (أحد الوزراء أو المسئولين) يحضر بسيارته الخاصة للمشاركة والتهنئة، وأحياناً يكون (ابنه هو الذي يقود السيارة) بعيداً عن (بروتوكولات) الوظيفة والمنصب!.

هنا تتحرك (جينات الخبث) مع كل رشفة (نعناع) للاقتراب من معاليه (كصحفي ملقوف) للتعرف على بعض مستجدات الوزارة وتعليقه لدقائق، الأغلب من الوزراء والمسئولين لطفاء بتقبل الحديث رغم أن الوقت لا يسمح، ولكن يعجبني هنا (الصراحة والوضوح) في تقبل أي نقد، بل والطلب بالمتابعة وتزويده بتفاصيل أكثر!.

الوزير أثناء مقابلته ليلاً (وش حليله)، يتمنى أن يعدل ويغير ويطور، ويستمع (بإنصات لكل الأصوات) من ينتقد ومن يشيد ومن يقترح، لكن الصبح (نهار آخر) مختلف، قد لا يكون بسبب هو ؟ لأن بعض المتحدثين الإعلاميين (فاهمين شغلتهم خطأ)، يعتقد أنه يجب أن يكون (سوبرمان) للتبرير، والنفي، والمنع أحياناً من نشر الحقائق أو التخفيف من عرضها، بالاتصال برئيس تحرير صحيفة لمحاولة الثني عن النشر، أو العتب واللوم بعد النشر، الأمر ينطبق على مسئولي الأخبار أو منتجي البرامج التلفزيونية لمنع مناقشة وطرح قضية (الوزارة فيها طرف)!

للأسف الصورة التي رسمها معظم متحدثي الوزارات لدينا هي صورة (المدافع والمبرر) على طول الخط، بينما دورهم الحقيقي هو الربط بين (المنظمة وجمهورها ووسائل الإعلام) لتوضيح الحقائق وعدم ترك المجال للاجتهاد المخل من البعض (للقضاء على الإشاعة)!.

لا أعرف لماذا يهرب أو يتهرب معظم (المتحدثين الإعلاميين) من وسائل الإعلام ومن الصحفيين، الجوال مغلق، أو مواعيد (غير دقيقة)، بينما يفترض أنهم (متوفرون طوال الوقت) لأنهم الخط الأول المزود بالحقيقة في زمن (الوسائط الاجتماعية)، والمتقبل للنقد، والمعترف بالقصور أو الخطأ حال وقوعه، معظمهم يظهر فقط بعد النشر (ليبرر)؟!.

الوزير لا يحتاج (لحارس شخصي) يدافع عنه أو يحميه ويلمع صورته.. كل وزير أعتقد أنه سيكون سعيدا لو وفق (بمتحدث صريح وشجاع، يعترف بالخطأ، ليخرج في المرة القادمة، ويعلن أنه تم علاجه)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.