الآباء وأولياء الأمور والسائقون العاملون لدى الأسر ممن يتولون إيصال الطالبات إلى جامعة الأميرة نورة بالرياض مستاؤون من عدم توفر مظلات في مواقف الانتظار عند بوابات خروج الطالبات، لا سيما أوقات الصيف الحارة أو الأيام الممطرة فلا ملاذ لهم يمكن أن يلجؤون له، يقول أحد أولياء الأمور: كان بقرب (المبنى القديم) مسجد صغير نتسابق إليه إن كان مفتوحاً للصلاة، بالإضافة لغرفة أعدها الحارس لنفسه نتزاحم فيها بضيافته وهو صاحب الفضل على من يجد مكاناً فيها يصطف مع الآخرين ولو وقوفاً حتى يحين خروج ابنته من الكلية، وطالبوا إدارة جامعة الأميرة نورة بإيجاد حلول لهذه المشكلة، وأنا إنما أنقل ما سمعت من هؤلاء، وحاولت استقصاء الموضوع من موظفات أو طالبات ممن أستطيع الوصول إليهن بحكم القرابة، فجاءت الإجابة بتأكيد الأمر، وزدن بأن بوفيهات الكلية ليست بحال مرضية جداً وإن لم تكن بالسيئة، فهن يأملن توفير مقاه وبوفيهات تليق بهن كطالبات جامعيات بهذه السن والمستوى، من حيث النظافة والمقاعد ومستوى ما يباع فيها من مشروبات وشطائر، ولفتن الانتباه إلى أن الكثير منهن تخرج من بيتها بوقت مبكر والتسابق إلى الكلية قبل احتدام زحام طرقات الرياض كما هو معروف ساعات الذروة، ما يعني أنهن يؤجلن وجبة الإفطار لحين آخر بين المحاضرات، وأن البعض تدركه وجبة الغداء الأمر الذي يعني أن المقاهي قد لا تفي بالغرض وتحتاج إلى إعادة نظر من الإدارة، فيما أشارت موظفات وطالبات إلى أن المقاهي الخاصة بهيئة التدريس تختلف تماماً عن الخاصة بالطالبات، وأن الفرق واضح وكبير باتجاه الأفضل لعضوات هيئة التدريس، وأود أن أنوه إلى أن هذا ما يتحدث به أيضاً طلاب في عدد من الجامعات كما أنوه إلى أني مجرد ناقل لم أشاهد كل شيء وليس لي مَنْ تَدْرس أو تعمل في جامعة نورة.
وثمّة ملاحظة تخص ما كان يسمى (كلية المعلمين) فقد تغير نشاطها وألغي مسماها عندما أدَمجت بكلية التربية بجامعة الملك سعود، غير أن لوحات ببعض الطرقات شرق الرياض قد بقيت لتدل على موقعها واسمها القديمين، كما أن موقع الكلية الإلكتروني لم يشر إلى أي تغيير.
ومن الملاحظات التي لا يزال كثير من الطلاب يرددها بحسرة -وهي في نظري لا تقتصر على جامعة بعينها- حيث يتعامل (بعض الأساتذة) مع طلابه بما لا يوحي بالنضج العلمي، فلا هو ضليع في تخصصه ولا هو لطيف في تعامله، يربك القسم والعمادة بغريب تصرفاته، متردد بأطروحاته في سلوك لا ينبغي أن يصدر من أستاذ جامعي، وهذه المواقف والتصرفات المربكة للطلاب تجعل المرء يكرر أفكاراً قيلت (وتقال) حول استقطاب أساتذة (من هنا وهناك) لا يملكون معايير ومقاييس الجامعات العريقة و(المرموقة) ويزج بهم لتدريس طلاب متطلعين لآفاق العلم الحديث ليساهموا في بناء بلادهم متسلحين بما ينهلون من هيئة علمية أكاديمية على قدر من المسؤولية والكفاءة، وقد نشأوا في بيئات علمية تربوية مشبعة برزانة وحكمة العلماء وأبوة الأساتذة وحنكة الإدارة الجامعية المرتكزة على نظم وقواعد واضحة لا تخضع لغوغائية الجدل وعشوائية التفسيرات، لمصلحة الأجيال الناهضة.