في زمان الوصل، كان الجار يبعث لجاره بعضاً من الطعام المميز الذي قد تمر شهور قبل أن تفوح رائحته. أمّا إن فاحت، فسيكون الجار أول من يذوق طعمه، حتى قبل أهل البيت. وحين يعود «الماعون» للبيت الذي أتى منه، فإنه لن يعود فارغاً، بل بطعام أزكى رائحة وألذ طعماً.
في زمن الفصل، قد لا يعرف الجار اسم جاره الذي لا يفصله عنه سوى جدار، وقد تمر سنوات دون أن يرى أحدهما الآخر. وفي الحالات المميزة، فإن الجيران اليوم يتواصلون من خلال برامج المحادثة على هواتفهم المحمولة. وفي هذه الحالة، قد يحدث ما كان يحدث في زمن الوصل. فحين يبعث الجار رسالة من فصيلة انشر تؤجر أو ما شابهها، فإن مستقبل الرسالة لن يدع «ماعون» جاره يعود خالياً، دون أن يملأه برسالة من نفس الفصيلة!!
أيام الطيبين، كانت المواعين مزدانة بما لذّ وطاب من الجريش والقرصان والمرقوق والحنيني. أما اليوم، فيفيض منها النصوص غير الموثوقة والقصص والأخبار المحبطة والمقولات المحبطة، التي لا تروّج إلاّ للشعارالعربي العظيم:
- تراك ميت ميت، انشرْ تؤجر!!