عبر شاب سوري وعائلته الحدود السورية اللبنانية قادماً من قرى القلمون التي حولتها قوات بشار الأسد والمليشيات الطائفية إلى جحيم، ليتخطى عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً في كشوفات المفوضية السامية للاجئين مليون لاجئ سوري، فضلاً عن وجود أكثر من ثلاثمائة ألف لاجئ سوري غير مسجل دخلوا لبنان عبر الحدود، وبعضهم يقيم مع أقارب لهم وآخرون تحت خيام نصبوها في العراء وبعضهم في المدراس والمساجد في حالة مأساوية لم يشهدها بلد آخر حتى في إفريقيا التي تنازعتها الحروب الأهلية في العقد الماضي.
اللاجئون السوريون وفي حالة استمرار المأساة السورية سيفوق عددهم السكان الأصليين في لبنان وحتى الأردن، فسياسة القتل والتدمير التي تقوم بها قوات بشار الأسد ومليشيات حسن نصر الله والمليشيات الطائفية العراقية جعلت أهل سورية غير قادرين على العيش في مدنهم وقراهم، ولذا تراهم يفرون إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وإن كان البلدان الآخران قادرين على استيعاب اللاجئين لمواردهم الوفيرة وعدد سكانهم، إلا أن الوضع في لبنان والأردن يختلف تماماً، فلا المواد تكفي ولا الحالة السكانية قادرة على استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين الذين يحتاجون إلى مليارات الدولارات للصرف على إعاشتهم وإقامتهم وتوفير الخدمات لهم.
وجميعنا نعرف أن لبنان والأردن مواردهما بالكاد تكفيها، فما بالك بهذه الأعباء الكبيرة، فكلا البلدين يستضيف أكثر من مليون لاجئ سواء في الأردن أو لبنان، وهو رقم يصل إلى عدد سكان لبنان أنفسهم الذين أخذوا يرون منافسة قوية من اللاجئين في الحصول على فرصة عمل ومزاحمة على الاستفادة من خدمات الصحة والتعليم والسكن وحتى الغذاء الذي ارتفعت أسعاره في ظل اقتصاد ضعيف، وهو ما يتطلب دعما سريعا وعاجلا من المنظمات الدولية والدول المانحة قبل أن تتسع المأساة السورية وتغرق في أتونها الشعبين اللبناني والأردني.