ورطة التشكيلات الإشرافية في التربية

ما أن يأتي (موسم) التشكيلات الإشرافية في وزارة التربية والتعليم إلا وتضع التربية يدها على (قلبها) قبل أن يضع المشرفون يدهم على ذات المكان، فالتربية لن تنسى القضايا والاعتراضات والمزاجيات والخلافات والشكاوى التي رافقت أول قرار بشأن إنهاء تكليف عدد كبير من المشرفين في المركز الرئيس بالوزارة وإدارات التربية والتعليم بتوقيع من وكيل الوزارة (في موسمها الأول) الأستاذ/ علي الوزرة العام 1427هـ

ذلك الموسم غير قابل للنسيان أو للتجاهل، وهو الذي شهد - لأول مرة - تقليص أعداد كبيرة من المشرفين التربويين في الوزارة والميدان، بصورة وصفت بأنها عمليات (طرد عشوائية) لهم دون مراعاة لمكانتهم وتاريخهم وخبرتهم.

الموسم الثاني والثالث للتشكيلات الإشرافية مرا (بسلام)، فقد جددت الوزارة لمعظم المشرفين التربويين لمدة سنتين متتاليتين باستثناء أعداد قليلة غير مؤثرة، وتجنبت الوزارة (مشكلات التشكيلات) المتوقعة، فلم تكن الوزارة مؤهلة قانونيا وتنظيميا لمتابعة (الصداع) الذي قد ينشأ من ذلك، وصادف ذلك وكلاء جدد للوزارة أبقوا الوضع على ما هو عليه حتى يتفرغوا لمشكلات أكبر تنتظرهم على الطاولة.

يبدأ بعد شهرين بالتمام الموسم الرابع على صدور التشكيلات الإشرافية، وهي أيام حاسمة للوزارة والمشرفين، وسط تساؤل استمر لمدة 8 سنوات: ما هي القوانين والأنظمة التي على ضوئها يتم إنهاء تكليف مشرف تربوي ؟ سؤال كبير عجزت الوزارة عن الإجابة عليه طوال هذه المدة، فما أن تنتهي (مشكلات التشكيلات) إلا وتعود الوزارة لتغرق في أعمالها اليومية والعاجلة ولا تتذكرها إلا قبل موعدها بقليل.

خسرت الوزارة معظم قضاياها في ديوان المظالم والمحاكم وآخرها (المعلمات البديلات وخريجات الكليات المتوسطة ومعاهد المعلمات) وما زالت هناك قضايا عالقة تعكس الضعف القانوني والتنظيمي لدى الوزارة والقرارات العشوائية والمزاجية في كل ما يتعلق بالمعلمين أو بالمشرفين، ما يجعلنا نؤكد أننا أمام قضية كبرى في الموسم الرابع للتشكيلات الإشرافية المرتقبة، حيث اتصل كثير من المشرفين والمعلمين بمكاتب المحاماة ترقبا لأي قرار غير عادل أو غير قانوني أو مزاجي بهذا الشأن.

وكلاء الوزارة - تحديدا - رموا هذا العام قرار التشكيلات الإشرافية على مديري العموم ومديري التعليم وطلبوا منهم التوقيع على ذلك رسميا، ما ينبئ عن أول صِدام (داخلي) إداري/ قانوني، فليس ثمة (وكيل) ينوي تحمل (قرار) يخلف مزيدا من الإزعاج، ومعظمهم وكلاء (جدد)!!