يتميز المجتمع بمؤسساته التربوية والتعليمية التي تقوم بدور حيوي وبيئة تعليمية فعَّالة، وبقدر فاعلية تلك المؤسسات العلمية يكون تقدّم المجتمع ورقيه وتحقيق أهدافه من خلال المؤسسات التعليمية كالمعاهد والجامعات والمدارس ومراكز البحث العلمي والتي تعمل على إعداد القوى البشرية المؤهلة والتي تسهم في تطور الأمة ونهضة المجتمع ورقيه وتقدّمه والعمل في شتى مجالات الحياة المختلفة، وكلما هيأنا الأجيال وفق أسس تربوية وأحسنا تعليمهم حققوا الخير لأنفسهم ولوطنهم ومجتمعهم.
وإن التربية لعملية اجتماعية تجسد تاريخ الأمة وتعكس فلسفة المجتمع ومدى رقيه، وتبرز طموحه وتعبّر عن تطلعاته وآماله، ولقد ركّزت فلسفة وأهداف النظام التعليمي في بلادنا على الاهتمام بالفرد والمجتمع ونموه روحياً وأخلاقياً واجتماعياً وبناء اتجاهاته ومهاراته وتفكيره العلمي ليكون عضواً مؤمناً منتجاً ومتعاوناً في تحقيق الأهداف الإسلامية في مجتمعه وتبصيره بالأمجاد التاريخية والحضارية للأمة الإسلامية وتنمية الإحساس بمشكلات المجتمع ومساعدة النشء على النمو المتكامل المتزن روحياً وعقلياً وجسمياً واجتماعياً ونفسياً.
ومن هنا يأتي التركيز والاهتمام بإعداد المعلمين المؤهلين تربوياً ومن ذوي الكفاءة العلمية والتأهيل التربوي والخلق الإسلامي الرشيد.
ويتصف الأسلوب التربوي والتعليمي في بلادنا بمواكبة التطور العلمي والتفاعل مع معطيات التقدّم وفق حاجات المجتمع وتطلعاته وما يتناسب مع مراحل النمو وتحقيق التفاعل المستمر المتوازن مع حياته وبيئته وتقاليده وقيمه ومثله مع الاستفادة من جميع أنواع المعارف الإنسانية النامية على ضوء الإسلام للنهوض بالأمة ورفع مستوى حياتها والتفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في مجالات وميادين الثقافة والآداب بتتبعها والمشاركة فيها.
ومجمل القول فقد تطورت جوانب العملية التربوية تطوراً جذرياً في مناهج التعليم المختلفة واستخدام التقنيات الحديثة لخدمة الأهداف التربوية واستغلال قدرات الفرد في العمل والابتكار والإبداع مع تنمية شخصيته من جوانبها الروحية والجسمية والأخلاقية والفكرية وإصلاح النفس وطبعها على حب الخير والاستقامة والفضائل الخلقية الكريمة قولاً وعملاً.