في أعقاب انهيار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي, تستعد الدول الأوروبية لجولة جديدة من القرارات, من المتوقع أن تخرج إلى حيز التنفيذ خلال الأسابيع القادمة.
وحذَّر ثلاثة من الدبلوماسيين الأوربيين في حديث مع موقع «والا» العبري أنه في حال تبين للاتحاد الأوروبي أنه إن لن يتم استئناف المفاوضات فستقدم دول الاتحاد وبشكل مباشر على مقاطعة بضائع المستوطنات عبر ترميز منتجاتها في الأسواق الأوربية وحظر التعامل مع شركاتها.
وقال الدبلوماسيون إن صيغ هذه القرارات باتت جاهزة منذ أشهر عدة ومعدة للتطبيق حال فقدان الأمل في تجدد المفاوضات.
وانتهت مهلة المفاوضات التي توسط فيها كيري في 29 من الشهر الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات لم تفض إلى التوصل إلى أي تقدم يذكر في قضايا الوضع النهائي.
من جهة أخرى اتهم مسئول إسرائيلي رفيع المبعوث الأمريكي الخاص بمفاوضات التسوية «مارتن انديك» بالنفاق السياسي والسلبية، وذلك في أعقاب مهاجمته لمواصلة إسرائيل بناء المستوطنات .. وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن «إنديك هو الشخص الأخير الذي بإمكانه أن يعلمنا الأخلاق أو يعلمنا شيئاً عن المسيرة السلمية، فقد فشلت كل جولاته في المنطقة خلال السنوات الأخيرة ورفض الاعتراف بأن المشكلة ليست لدينا» .. وأضاف المسئول الإسرائيلي بأن إنديك كان على علم مسبق بأدق تفاصيل البناء الإسرائيلي في المستوطنات حتى على مستوى عدد البيوت المفترض بناؤها .. وأشار إلى علم إنديك أيضاً بأن إسرائيل قد وافقت على الدخول للمفاوضات بناءً على هذا الأساس، مبدياً استغرابه من توقيت هجوم إنديك.
وأدان المبعوث الأميركي لعملية السلام، مارتن إندك، بشدة غير مسبوقة البناء الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة، وقال: إنه سبَّبَ أضراراً دراماتيكية للمفاوضات .. يأتي ذلك بعد طرح حكومة الاحتلال الإسرائيلي عطاءات لبناء 75 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة «آدم» المقامة عنوة شمال شرق مدينة القدس المحتلة.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن إندك قوله في كلمته الأولى منذ وقف المفاوضات أمام معهد واشنطن للشرق الأوسط: الإعلان عن البناء الاستيطاني تم بشكل متعمد من قبل من يدعم الاستيطان، وإن الإعلان عن البناء الاستيطاني خرب المفاوضات.
وأضاف المبعوث الأميركي أن البناء الاستيطاني يُقوض ثقة الفلسطينيين في أهداف عملية المفاوضات، وإذا ما استمر الاستيطان فإنه سيسبب أضراراً كارثية لفكرة الدولة اليهودية.
ومن جهة أخرى سمحت السلطة الفلسطينية أمس السبت، بتوزيع صحيفة تصدر في قطاع غزة في مدن الضفة الغربية بعد انقطاع دام سنوات.
وأعلن مسؤولون في صحيفة «فلسطين» التي تصدر في غزة تمكنها من طباعة أعداد منها وتوزيعها في مدن الضفة الغربية بعد قرار صدر بذلك من وزارة الإعلام الفلسطينية.
كما أعلنت صحيفة (الرسالة) نصف الأسبوعية التي تصدر في غزة هي الأخرى أنها ستوزع أول أعدادها في مدن الضفة الغربية يوم غد الاثنين. وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من سماح حكومة حركة حماس المقالة في غزة بتوزيع صحيفة (الأيام) التي تصدر في الضفة الغربية في قطاع غزة.
وسبق ذلك أن سمحت حكومة حماس الأربعاء الماضي، بتوزيع صحيفة (القدس) التي تصدر في الضفة الغربية في القطاع، وذلك للمرة الأولى منذ حزيران/يونيو عام 2008.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبادل فيها قطاع غزة والضفة الغربية توزيع الصحف المحلية الصادرة في كلا المنطقتين منذ بدء الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف عام 2007.
وجاءت الخطوة ترجمة لاتفاق تنفيذ المصالحة الذي أعلن بين وفد من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، لتشكيل حكومة توافق وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.