بصراحة لم يتعود الرأي العام الرياضي ولا حتى الإعلام من إدارة الهلال طوال العقود الماضية من غموض وغياب الشفافية مثلما يحدث من هذه الإدارة. ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تكون إدارة نادي الهلال غير واضحة بل تحاول المماطلة في إيصال الحقيقة وإخفاء الواقع، والكل يتذكر عندما أخفت ونفت خبر تعاقد المدرب قريتس مع المنتخب المغربي، واليوم يعود السيناريو من جديد ولكن في سيناريو مختلف بعض الشيء، حيث تم إقحام أعضاء الشرف وبعض المحبين في اتخاذ قرار قد يكون من غير اختصاصهم، وقد استطاع المدرب الوطني وابن الهلال سامي الجابر أن يخلق شرخاً وانقساماً داخل وخارج منظومة العمل الهلالي. ومع إيماني أن اختلاف وجهات النظر وعدم تطابق الآراء يكون عاملاً مساعداً وظاهرة صحية لمعرفة الخطأ من الصواب، ولكن غير المقبول هو عدم الوضوح وغياب الشفافية ومحاولة إيهام الآخرين بغير ما هو حاصل، وهذا ما يعيشه البيت الهلالي اليوم تماماً، حيث إن هناك انشقاقاً كبيراً واختلافاً واضحاً مع غياب تام لإيضاح الحقيقة. وأتصور أن عدم الجراءة والخوف من ردة الفعل هي من جعلت الإدارة تتحفظ على قراراتها وعدم الإفصاح عنها في الوقت الحاضر، وهذا يعد مؤشراً خطيراً ودليلاً على ضعف المنظومة الإدارية للنادي.
البلطان هل استقال؟
من يتابع الأحداث والخطوات القوية والجريئة التي مارسها وأطلق العنان لها خالد البلطان يؤكد أمرين لا ثالث لهما، إما أن الرجل قد اتخذ قرار الابتعاد من وقت مبكر واستخدم مصطلح (إذا صرت رايح ما عليك من الفضايح)، أو أن الرجل أراد أن يصفي الحسابات قبل رحيله، وفي كلا الحالتين أن البلطان قد حقق ما يريد بل فرض كل شيء وضرب بالقانون عرض الحائط ولم ينصاغ للقرارات القانونية واستطاع أن يسير في المشهد لوحده. وهذا دليل مؤكد أن الاتحاد السعودي والمنظومة الرياضية بكاملها أضعف بكثير من الأندية ورؤسائها. والأدهى من ذلك أن يعلن رئيس نادي الشباب خالد البلطان تحديه للجميع بحضور المباريات ودخوله الملاعب رغم القرار الصادر ضده حتى جلسة المصالحة التي تمت مع رئيس الاتحاد ليس مبرراً ولا سبباً لرفع العقوبة، ومع ذلك حضر ودخل إلى الملعب وإلى غرفة اللاعبين وإلى المنصة من دون أن يجد من يقول له قف، وبعد هذا كله يخرج في إحدى القنوات الفضائية ليعلن رحيله في آخر الشهر. ومن وجهة نظري أن شخصاً بهذه القوة وبهذه الهيمنة وهذه الأضواء التي سلطت عليه من الصعب أن يغادر المشهد الرياضي العام بسهولة ما لم يكن قد طلب منه من جهات لا يستطيع أن يرفض طلبها او يخترق أنظمتها كما اخترق الأنظمة الرياضية الضعيفة.
نقاط للتأمل
- قد يجوز لي أن أطلق على لجنة الانضباط لجنة (أم أربعين)، فأي خطأ تغرم أربعين ألفاً كما حدث مع رئيس الشباب وأخيراً رئيس النصر ونائب رئيس الهلال.
- تفيد الأخبار بأن زوجة اللاعب الهلالي نيفيز متضايقة جداً لما يحدث للمدرب سامي الجابر ومحاولة إقصائه من تدريب الفريق. أكيد ما يمدح السوق إلا من ربح فيه.
- الأكيد وغير القابل للشك أن سامي الجابر يعد الأول في تاريخ الهلال الذي استطاع أن يشق الصف الواحد الهلالي ويخلق انقسامات غير مسبوقة.
- يقال سابقاً الطنزة تلحق، كان الهلاليون يسخرون بل أكثر من ذلك حول منافسهم نادي النصر وبياناته المتكررة واليوم نشاهد أن نادي الهلال قد تجاوز هذا بكثير وأصبح نادي البيانات حتى أن أعضاء شرفه أصبحوا يصدرون بيانات لوحدهم.
- عرف عن نادي الهلال طوال تاريخه أن الكيان خط أحمر ولا يجوز الخروج عن منظومة العمل الجماعي، وكذلك لا يجوز حل المشكلات عبر الإعلام كما في الأندية الباقية، إلا أنه أصبح واحداً منهم.
- مع احترامي وتقديري لإدارة الاتحاد فخطواتها البدائية غير موفقة، فاستمرار المدرب خالد القروني وعودة محمد نور هي أول علامات الانهيار والرجوع إلى المربع الأول.
-تؤكد الأنباء أن الاتحاد الدولي قد وجه إنذاراً شديد اللهجة للاتحاد السعودي لكرة القدم محذراً من إعلان إفلاس الأندية السعودية ما لم يتم اتخاذ خطوات تصحيحية، وربعنا لا حس ولا خبر.
- إعلان الأخ خالد المعمر عدم استمراره ورحيله عن المشهد الرياضي خسارة، ويؤكد أن الوسط الرياضي كل يوم يفاجئنا برحيل المميزين.
خاتمة
اللهم في هذا اليوم المبارك أسألك في كل دقيقة تمر على والدي وهو في قبره.. أسألك أن تفتح له باباً تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبداً....
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.