مع توجيه 80 ملياراً لدعم تطوير التعليم، سيكون أمام الأمير خالد الفيصل خياران لا ثالث لهما؛ إما أن يحقق رؤية الدولة في تحويل مسار التعليم إلى المسار الإيجابي القادر على حل المعضلات التي لم يحلها أحد، أو أن يصطف مع مَنْ سبقوه مِنْ حاملي الرايات البيضاء.
الوزير اليوم، ليس لاهثاً وراء منصب حكومي، وليس باحثاً عن تجربة إدارية يحقق من خلالها شهرة في المجال الإداري أو الاجتماعي أو الإعلامي. هو أمير عُرف عنه قبوله للمهام الأكثر صعوبة، فلا هو محتاج للأولى ولا للثانية. هو محتاج ألاَّ تخذله وزارة التربية والتعليم، كما خذلتْ كل من سبقوه، وتحيله إلى مجرّد واحد من الذين حاولوا أن يغيّروا، فانكسرت مجاديفهم على صخور مَنْ سجنوا التعليم في قمقم أمزجتهم ومفاهيمهم ومصالحهم.
نحن اليوم لسنا في مواجهة مع مفاصل تاريخية سياسية أو اقتصادية أو أمنية. نحن في مواجهة مفصل تاريخي تعليمي. فالوطن بكل مكوّناته، يشعر بأنّ الحل يجب أن يأتي اليوم، وإنْ لم يأتِ اليوم، فربما لن يأتي أبداً. برنامج تطوير التعليم العام لم يقدم شيئاً. لقد كان هناك من يحفر تحت أساساته، إلى أن انهارَ بكل خططه ومخططاته. وهذا الدعم الجديد، كفيل بإنشاء أساسات جديدة، ولكنها يجب أن تكون هذه المرة محصّنة ضد كل أنواع الحفّارين.
نحن اليوم، وزيراً وطلبة وطالبات وأولياء أمور، أمام أن نتحوّل إلى تعليم ينقذنا وينقذ وطننا، أو أن نظلَّ مستهلكين بلا عقول منتجة.