خواطر في التعليم

* * إبان عملي في وزارة التربية، زرت ضمن وفد رسمي جامعة أمريكية مرموقة ، وبعد نهار طويل من اللقاءات والحوارات مع بعض قيادات ومسؤولي الوحدات الأكاديمية والإدارية بالجامعة، تم إخبارنا بأنّ معالي مدير الجامعة يدعونا للغذاء. ظننت أنّ الغذاء سيكون في أحد فنادق الخمسة نجوم الفارهة، إلاّ أنني فوجئت بأنّ مكان تناول الغذاء هو كافتريا الطلاب ، حيث تم تخصيص ردهة جانبية في كافتيريا الطلاب لمدير الجامعة وضيوفه. وفي أثناء تناولنا طعام الغذاء أثنى رئيس وفدنا على جودة الطعام، وفيما كنا نتجاذب أطراف الحديث على طاولة الطعام، لاحظت انسحاب مدير الجامعة ، وبعد دقائق شاهدته يعود إلينا ممسكاً بيد الطاهي (الشيف) ويتبادل معه حديثاً باسماً. قدم مدير الجامعة الطاهي إلى رئيس وفدنا وهو يقول له إنّ رئيس الوفد يثني على جودة طعامك، إنني أجزم أنّ مدير الجامعة بهذا السلوك الرفيع قد شحن الطاهي بطاقة عمل جديدة.

* * المطالبة بتخفيض نصاب المعلم تصب في شيوع ثقافة التراخي والهبوط في وسطنا التعليمي ، مهنة التعليم بطبيعتها تتطلّب جهداً عضلياً وعقلياً كبيرين، وهذا ما يجب أن يدركه كل من يختار لنفسه هذه المهنة.

* * الصوت الذي يجب أن يستجاب له، هو صوت المطالبة بتخفيض عدد الطلاب في الفصل إلى الحد الذي يسمح للطلاب والمعلم بالحوار والتجريب والاستقصاء. لقد ثبت بحثياً أنّ ارتفاع عدد الطلاب في الفصل يؤثر سلباً على جودة ما يحصل عليه الطلاب من تعليم (الـ80 ملياراً ستحل هذه المشكلة وغيرها إن أردنا).