من أبرز ما يميز فترة رئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد للهلال هي كثرة التقسيمات وتزايد الانقسامات داخل البيت الهلالي والحرص على نشرها بين الهلاليين والاجتهاد في إظهارها وإخراجها أمام كل المتابعين والرياضيين، بعد ما كان الهلاليون يفخرون بمحدودية وجودها في ناديهم ويتميزون بقدرتهم على إخفائها داخل قاعات اجتماعاتهم وهذا ما ينعم به الهلال ويغبط عليه طوال تاريخه لأن بقية الأندية تفتقده!!.
حقيقة أستغرب اجتهاد وحرص رئيس نادي الهلال في أغلب أحاديثه الإعلامية على استخدام كلمات ومفردات تكرس وتغرس ثقافة تقسيم الهلاليين كالتي كثيراً ما يرددها (الأعضاء الداعمون والمؤثرون) طوال فترة رئاسته، ولا أعلم ما هو السر وراء هذا الإصرار العجيب على انتزاع التأثير والدعم من بقية أعضاء شرف النادي المبتعدين طواعية أو المغيبين كراهية!!.
ومما يؤكد أن رئيس الهلال بارع في خلق الانقسام بين الهلاليين هو ما حدث بعد مباراة الهلال والأهلي في إستاد الملك فهد في الدور الثاني والتي كسب الهلال نتيجتها عندما خرج سموه بتصريح غريب في توقيته وفي مسبباته وفي مضمونه قال فيه: هناك هلاليون يتمنون فشل سامي !! فكان هذا التصريح غير الموفق هو أولى لبنات الانقسام الظاهر الآن بين الهلاليين الذي وصل إلى مدى غير مألوف بينهم حتى أصبح للهلال مدرجان كل مدرج يشكك في ولاء وإخلاص المدرج الآخر وأحدث صراعا ونزاعا قويا ومؤسفا بين (جمهور الهلال وجمهور سامي) بفضل ما تبناه وروج له رئيس الهلال واشتد بعد تصريحه حول اجتماع أعضاء شرف نادي الهلال لمناقشة بقاء سامي مدرباً للهلال من عدمه!!.
وفي الأسبوع الماضي واصل رئيس نادي الهلال السير على نفس الأسلوب وذات المبدأ في تقسيم الهلاليين عندما وصل الأمر إلى تقسيم حتى إعلام الهلال بين نظيف وعكسه، وكأنه يريد نقل تجارب الآخرين مثل (الإعلام المنصوري والممدوحي) وفرضها على إعلام الهلال الذي أزعم أنه كان ومازال عصيا على الانكسار وسيظل مع مصلحةكيان الهلال أين كانت وبعيداً عن الأشخاص والشخصنة ولن يستفزه تخلي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن تحفظه وانتقاء ألفاظه تجاه الإعلاميين الهلاليين وتعمده الانتقاص منهم بين حين وأخرى بينما يجدونه مع غير الهلاليين من الإعلاميين المناهضين للهلال ينتقي أجمل الكلمات وأفضل العبارات!!.
بصراحة من المؤسف والمحبط أن يكافأ الإعلام الهلالي على ما قام به تجاه قضايا الهلال والدفاع عن حقوقه وتحديداً في هذا الموسم الاستثنائي بأحداثه الغريبة بهذا الوصف القاسي وغير المنصف من رئيس الهلال ومن وعضو شرف الهلال الأمير احمد بن سلطان الذي أتى بما لم يأت به الأوائل ونعت بعض إعلام الهلال (بالجهلة) في إساءة مستغربة تصدر من شخص عايش وعاشر الإنسان سلطان رحمه الله رحمة واسعة وأضاء الله قبره نورا وسرورا ولاسيما أنهما يعلمان جيداً ما هو الدور الفاعل الذي قام به إعلام الهلال في تعويض (غياب الصوت الهلالي الرسمي والشرفي) في انتزاع حقوق الهلال التي كادت أن تهدر لولا أن قيض الله للهلال إعلاما قويا ومؤثرا استطاع أن يعيد الحق المسلوب من الهلال للهلال وأكبر وأقرب مثال قضية (CD) المزعومة التي كشفت كل تفاصيلها وفضحت كل فصولها صحيفة الجميع «الجزيرة» حتى كسب نادي الهلال بفضل جهودها الاستئناف ورفع عنه القرار الجائر من لجنة الانضباط!!.
أيضاً من المخجل والمعيب أن يجازى إعلام الهلال بهذا التقسيم المجحف وهذه الإساءة المستبدة وهو الذي استطاع أن يقوم بدور إدارة الهلال ومهمة أعضاء شرف نادي الهلال وتصدى للإساءات المتكررة لمدرب الفريق الكابتن سامي الجابر منذ بداية الموسم ومنها العنصرية المقيتة، وكذلك وقف ضد تجريد لاعب الهلال سالم الدوسري من وطنيته والتشكيك في ولائه للمنتخب في قضية ما سمي (العكاز) وواجه تخبطات ومجاملات الاتحاد السعودي ولجانه وقراراتها المتعسفة ضد الهلال والهلاليين منذ البداية ولم ينتظر حتى نهاية الموسم وقد حُسم كل شيء كما فعل رئيس الهلال الذي كان خروجه وانتقاداته متأخرة جداً أو مثل ما قام به عضو شرف الهلال الأمير أحمد بن سلطان الذي تجاهل كل ما حدث للهلال خلال الموسم واختار إعلام الهلال خصماً له في أول بياناته لأن إعلام الهلال رفض مباركة وتأييد الصراعات والانقسامات الشرفية والجماهيرية والإعلامية الهلالية وكأن الوجاهة الاجتماعية والقيمة الاعتبارية تعطي الحق في الإساءة للآخرين والانتقاص منهم بدون وجه حق وبالمناسبة لا أدري تلك الإساءة المستغربة تجاه الإعلاميين الهلاليين من أي أصناف (الخير) الذي تحدث عنه الأمير عبدالرحمن بن مساعد في برنامج أكشن؟!.. ختاماً شكراً لرئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان الذي أنصف إعلام الهلال وقدر وقفاته مع نادي الشباب وشكر له مساندته ودعمه في برنامج (في المرمى) وعذراً أساتذتي الكبار وزملائي الكرام من الإعلاميين الهلاليين أنني تحدثت بأسمائهم، وكتبت هذه الحروف نيابة عنهم ولم أستأذن منهم ولكن هي غصة وحرقة في القلب على هذا التنكر والإقصاء بسبب اختلاف الآراء وعدم قبول الانتقاد، وكما قال طرفة بن العبد:
(وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة..
على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد)!!.