قد يشكل العمل ضمن فريق يتواجد أعضاؤه في أنحاء مختلفة من العالم، تحدياً. ففوارق التوقيت، واللغة والثقافة تعيق شعور الثقة بين الموظفين. وبغياب الإشارات الخفية التي يحصل المدراء عليها من خلال العمل وجهاً لوجه مع باقي الفريق، لن يعي هؤلاء أحياناً بوجود إشكال على وشك الوقوع حتى قبل أن ينفجر الوضع. لكن الأمور لا ينبغي أن تسير بالضرورة على هذا النحو. لقد صادفت في سياق بحثي الكثير من الفرق العالمية الناجحة في مهمتها. وهي تعمل كوحدة وتحل المشاكل بطريقة فورية وبناءة. في ما يلي الخصائص الرئيسية الأربع التي تتقاسمها تلك الفرق: عدم تنافس أعضاء الفريق على وظائف بعضهم البعض. غالباً ما يعاني أعضاء فرق العمل، الذين يشعرون بقلق غير مبرر إزاء فقدان وظائفهم، من مشاكل لبناء علاقات متينة مع زملاء يتعاونون معهم عبر المحيطات. وقد يشكل التأكيد على استيعاب أعضاء الفريق مساهماتهم الفردية، عنصراً مساعداً في هذه الأوضاع. أمّا في الحالات التي يتعرض فيها المعنيون لخسارة وظائفهم، فبإمكان المدراء فض الإشكالات المطروحة من خلال تقديم خطة واضحة للمرحلة الانتقالية والجدول الزمني الخاص بها. تشارك الهوية ذاتها. تملك الفرق ذات الأداء الوظيفي العالي رؤية مشتركة ليس فقط حيال ما تستطيع إنجازه، بل أيضاً إزاء الدور المهم المنوط بكل موقع جغرافي بالنسبة إلى نجاحها. وفي دراسة حول فرق البحوث والتنمية العالمية شاركني فيها مارك مورتنسن من «كلية سلون للإدارة» التابعة لـ»معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا»، وجدنا أن تقاسم هوية مشتركة بين أعضاء الفريق يقلص الإشكالات بصورة واضحة. تقاسم سياق مشترك أو أقله استيعاب الفروقات السياقية. سألنا، أنا ومورتنسن، أعضاء فريق واحد إلى أي مدى كانت أدواتهم أو عملياتهم غير متجانسة، وأولوياتهم مختلفة واضطلاعهم على عمل الغير ناقص. ووجدنا أن الإشكال انفجر، متى كثرت الفوارق ونقصت المعلومات. لا شك أنه يستحيل للفرق العالمية الفرار من تلك الفوارق السياقية. ولكن طالما أن أعضاء الفريق يستوعبون الاختلاف القائم، يُستبعد أن يلوموا بعضهم البعض على حالات عدم التجانس، بحسب استنتاجنا. التواصل خارج الأطر الرسمية. يساهم أعضاء فريق العمل، من خلال تواصلهم وتراسلهم خارج إطار مواعيد الاجتماعات المنظمة، في تعزيز علاقاتهم وتقوية هوية مشتركة. واستطاعت الفرق التي تضم شخصاً واحداً على الأقل يبادر بالتواصل خارج الإطر الرسمي وعلى أساس منتظم مع أعضاء فريقه العاملين عن بعد، حل المشاكل البارزة من دون خروج الإشكال عن حدود السيطرة.