يبدو لي أن ستة من أصل كل 10 أشخاص يمارسون رياضة المشي أو الجري في شوارعنا يتعرّضون لنظرات التطفّل، و(اللقافة) من الآخرين، وخصوصاً من أصحاب المركبات، أو ساكني الشقق العلوية المجاورة، الذين جعلوهم (مادة للتندر)؟!
يبدو أن نظرة عبر نافذة البيت أو السيارة، تُذهب الملل وتجعل الناظر يسرح في خياله عن حياة هذا الشخص ومعاناته مع (السمنة)، وعن حياة آخر يجري رغم أن جسمه نحيل، مع (بحلقة العيون) في كل (رجل أو امراة)، فقط لأنهما يمارسان رياضة الجري، أو المشي في الشارع؟!
عيون المتطفلين حول (مضمار المشي) لم تعد مستغربة، طبعاً استخدام كلمة (مضمار) هنا (مجازاً)، لأن الموجود لدينا في الحقيقة رصيف مشاة، غير صالح للمشي والجري، ويصيب (فقرات) العمود الفقري بالانزلاق، وعوادم السيارات قد تسبب نقصاً في الأوكسجين، وقد تضر بالرئة، مع شبه انعدام في المسطحات الخضراء التي تساعد الإنسان على استنشاق هواء نقي وصالح!
(علمياً) يفترض أن رياضة المشي تخلّص الإنسان من ضغوط الحياة النفسية، ولكن ما يحدث لدينا هو العكس، وهذا واضح من (تعبيس) الوجوه أثناء المشي، وعدد من (يتكلم ويتجادل) مع نفسه، ويتذكَّر همومه، وهذا بالطبع مخالف لأبسط قواعد ممارسة (رياضة الجري الحديثة)؟!
ولعل أحدث دراسة في ذلك تدعو للجمع بين (المشي) و(التأمل) لأن له فوائد بدنية وذهنية، ويقوم على مبدأ التركيز الذهني الآني، وعدم تشتيت الأفكار (بهموم الحياة)!
هذه الطريقة الجديدة - ألمانية- تساعد على تخفيف التوتر، والتخلص من ضغوط الحياة اليومية، من خلال شحنات إيجابية، عبر التأمل بالتركيز على (العملية النفسية) أثناء المشي أو الجري، مع البعد كلياً عن التفكير بحياتك الشخصية أوما يُشغل البال، والحرص على (لمس الأرض) باليد بين فترة وأخرى لاختبارات قدرات الجسم، وأفضل تقنيات (الجري التأملي الحديث)، أن تجري خلف شخص، وتحاول تقليد حركاته، للمساعدة على ما يُعرف (بالتركيز المركز)!
النقطة الأخيرة، سبقنا فيها (الألمان) بكل فخر، فهي اللقافة والتطفّل، ولكن بأسلوب علمي؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.