أشرت في الزاوية السابقة إلى أنني سأتحدث عن موقف من المواقف الجميلة التي عشت لحظاتها مع أمين منطقة الرياض المهندس عبد الله المقبل يضاف لما سبق كاشفاً نتائج قراءتي لبعض مما في شخصية المهندس عبد الله، وأعني بها هنا الجانب الإبداعي والنظرة الثاقبة لما ستكون عليه الرياض في حال تطبيق ما يحمله من تلك النظرة الجمالية التي لا تنفصل عن المهام التي تقوم بها الأمانة للمواطن المتعلقة بالخدمات. فالجانب الجمالي لا يقل أهمية بقدر ما أصبحت الرياض في حاجة ماسة له للتخفيف من الضغوط التي تسببت فيها الكتل الأسمنتية التي تمثلها مشاريع المباني والأبراج المعانقة للغيوم، وما تعيشه شوارعنا من ازدحام نتيجة تكدس البشر في العاصمة أكبر من المتوقع.
هذه الحالات من الضغوط تحتاج إلى أن نمنح الإنسان شيئاً من الجَمال، يلتقط بعضاً منه وهو في طريقه للعمل؛ ما يسهم في امتصاص التعب، ويهدئ الأعصاب، مع ما ستزدان به الحدائق من إبداعات تضفي عليها جمالاً جديداً، يحمل في ثناياه رموزاً تراثية، تعيد للمشاهد حالات من التأمل.
ومع أن لي تجربة سابقة، شعرت فيها بالفشل في إيصال ما يطمع إليه الفنانون بأن يشاركوا في تجميل الرياض مع أمين الرياض السابق الشيخ علي النعيم، وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض في ذلك الوقت، دعماً لما طرحه رئيس التحرير تعقيباً على مقالة أشرت فيها لأهمية تجميل الرياض بإبداعات الفنانين؛ إذ كان اختلاف الرأي وعدم القدرة على الجمع بين ما أعنيه بالتجميل وما يحمله أبو علي من فهم معاكس سبباً في خروجي بعدها فاقداً الأمل بتنفيذ ما جئت من أجله.
هذه الرغبة التي كنت أمثل فيها الفنانين قبل تأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية لم تغب عني وعن الفنانين؛ فأصبحت أحد مطالب الجمعية بعد إنشائها في العاصمة الرياض وفروعها في مناطق المملكة؛ ما جعل المطلب أكثر تنظيماً وتعاملاً بين مؤسسات، وليس مع أفراد، فتابعت تحقيقها، ومررت بأمناء العاصمة الذين تجاوبوا بكل سعة صدر، لكن الحلم لم يتحقق ويظهر على أرض الواقع، لكنني بعد لقائي مع الأمين المهندس عبدالله المقبل وما وجدته من توجه سابق للأمانة لهذا الجانب لتجميل الرياض، كان بمنزلة تحقيق الأمل والرغبة لدى الفنانين، مع ما تلقيته من معاليه من فهم واسع وشامل لمفهوم الأعمال الفنية التي يمكن القيام بها في كثير من الأماكن، سواء كانت حدائق أو إضفاء لمسات على الأنفاق، وغيرها من المساحات التي تضفي جديداً، يكسر حالات الملل عند المارة وعابري الطريق.
أما الجانب الآخر فهو في اطلاعه الضافي على كل ما يتعلق بالفن التشكيلي بتنوع اختصاصاته، من نحت ورسم، وما طرأ عليه من تطور في استخدام الوسائط.
لقاء سيجمع مكانة أمانة العاصمة الرياض ومهامها الكبيرة بقدرات الفنانين وإبداعاتهم..