إذا رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء وجدنا تسلسلاً للأصابع في إيران، ومن يدور في فلكها من الدول التي تعمل لنشر الفوضى، متخذة بذلك أساليب متعددة ومتنوعة، فهي من دعمت القاعدة واستقبلت عناصرها في إيران ودربت الحوثيين وأقامت لهم ميادين وساحات تدريب، وفي الآونة الأخيرة تكشف وبشكل لا يقبل الجدل ولا التأويل المبالغ الهائلة والطائلة التي تدفعها مقابل إغراق السعودية وبعض دول الخليج بالمخدرات بمبالغ تتجاوز العشرين ملياراً، وهو مبلغ مهيل وخطير للغاية، وإيران تقف خلف كل المصائب التي تحدث في أغلب دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط ودول الخليج والدول الإفريقية، وتكشفت أدوارها بشكل لا يقبل الشك في قضايا أمنية خطيرة في اليمن والبحرين وسوريا وفلسطين ومناطق أخرى متعددة، ولم يعد لزاماً أن نقول أو نكتب بالإشارة، لابد لنا أن نستيقظ لأن هذه الحرباء تظهر كل يوم بلون وبشكل جديد، فماذا نقول عن دولة أصبح أكبر همها زعزعة أمن دول المنطقة ورصد المبالغ الهائلة لنشر الفوضى والمخدرات والسلاح في هذه الدول، وشعبها يعاني من الفقر والعوز والاختناق.. لقد كونت إيران جيشاً خاصاً مكلّفاً بنشر الفوضى وتدريب المخالفين والهاربين والمنشقين من دول، ومن هذه القوة (فليق القدس) بقيادة الجنرال (قاسم سليماني) الذي يساند ويدرب قوى الشر في كل ميدان تريده إيران، وهي صانعة الدمار والفوضى في كل مكان وكأن لا هم لها إلاّ إفساد العالم.. إن العقيدة الصفوية وما تتبنّاه من خطط طوال الأعوام والسنين الماضية هي ضد الإسلام والمسلمين، وولاية الفقيه تظهر في كل وقت وحين تطل علينا بأفكار وتصرفات خارجة عن أي عرف ومذهب وإصرار واضح من حكام إيران وملاليها على إفساد دول الجوار، والعمل المستميت من أجل بث روح الفوضى والنزاعات الطائفية المقيتة وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، الشيء الذي جعل جميع دول المنطقة لا تقيم علاقات جيدة مع هذه الدولة الشريرة وحكامها المتلونين بألوان الطيف. وفي كل مرة يظهرون بأنهم حريصون على الجوار والعلاقات الجيدة مع دول الخليج، ولكن كل ذلك للاستهلاك الإعلامي فقط لا غير، ولم نر أي تبدل أو تعديل أو تقدم في السياسة والنهج الإيراني لا من قريب ولا من بعيد، ونكتشف كل يوم يحدث فيه خلخلة أو قلاقل في الخليج، أن الأصابع الإيرانية هي وراء هذه المصائب... لهذا لا تحرص دول الخليج على تطييب العلاقات مع جارة لا تحسن الجوار ولا تلتم بالمعاهدات الدولية ولا الأخلاق أو الأعراف الدبلوماسية، في تدخلات سافرة وواضحة ومكشوفة في اليمن والبحرين والسعودية ولبنان وسوريا والكويت وأغلب الدول العربية. إن الوضع الراهن يوجب على دول الخليج أن تعي الدرس جيداً وأن تؤسس لقوة ردع ميدانية وسياسية وإقليمية تكون واضحة للإيرانيين ومن يدور في فلكهم. وحتى يعود الإيرانيون إلى صوابهم ويعلموا أنّ هذا التخبط لن يزيد دول الخليج إلاّ تماسكاً وتعاضداً وتكاتفاً، وأن أبواب الشر وإن كانت كثيرة ستقفل ولن يطول فتحها سواء بالاستعداد الرادع أو بأي وسائل أخرى، وأن الخاسر الأكبر هو إيران وشعبها الذي يعاني من الفقر والعوز، في ظل دولة جعلت همها ومواردها في سبيل الشيطان في كل مكان وكأنها مكلفة نيابة عن الشيطان بالقيام بهذه الأعمال التي جعلت منها دولة منبوذة وشريرة على الساحة الدولية، ورغم التباهي بالقوة ضد جيرانها وأنها تمتلك أسلحة وصواريخ ومعدات حربية فتاكة فلدى دول الخليج ما يردع هذه القوة، وعلى إيران أن تدرك أنها ستكون الخاسر الأكبر في أي نزاع إقليمي ولن تخرج منه بخير، كما أن على دول الخليج أن تقوم مجتمعة بعمل الخطط الإستراتيجية المضادة لكل الصناعات الإيرانية الاستفزازية.. وكذلك تقوم بعمل إستراتيجية لمكافحة سبل الإغراق بالمخدرات والسموم لدول الخليج، كما أن عليها إعلان الحرب على كافة الخلايا المدسوسة داخل هذه الدول والتي تسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها، وأن تكون سياستها مع إيران واضحة وصريحة وبعيدة عن المجاملات التي لا تحقق أي أمن واستقرار للمنطقة، وأن ترد بنفس الأسلوب الذي يتبعه الإيرانيون وبنفس الطريقة حتى يعودوا إلى رشدهم.