هنا مسابقة وهناك احتفال وفي مكان بعيد مهرجان للشعر الشعبي وآخر كرنفال شعري، أضف إلى ذلك أن بقعة أخرى تحتفل بأمسيات ربيعية وأخرى خريفية، ومهرجان للتراث هنا وآخر يجاريه في مكان ما وكلها خارج حدود الوطن وأكثرها يحييها أدباءُ ومهتمون بالتراث وشعراءُ سعوديون ألا يحق لنا أن نحزن؟
بلى، بل يحق لنا أن نذرف الدموع فإذا أخذنا هذا التراث من عهد الملك المؤسس - رحمه الله - إلى عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - وعبد الله - أطال الله عمره - نجد احتفاءً منهم بالشعراء والشعر وأيضاً اهتماماً خاصاً بالتراث، بل كنا نسمع عن حفلات الفرسان بالحرس الوطني وأنه لا بد من إلقاء قصيدة شعبية والآن مهرجان الجنادرية الوطني.
ولكن كل هذا الاحتفاء من النخبة لا يقابله اهتمام داخلي مؤسسي منظم لا نجد مكاناً لنا كمهتمين بالتراث والشعر خصوصاً يكون منظومة عمل يخطط فيه ويدرس ويحفز الشعراء ويحافظ على النوعية وليس الكم، بل نجد عزوفاً على مختلف الأصعدة مع أننا مجتمع شعر ونقاده أيضاً ونتنفس الشعر، ولكن لا برامج تلفزيونية مميزة للشعر الشعبي في التلفزيون الحكومي ولا مسابقات ولا جمعية للشعر أيضاً، بل إن فروع جمعيات الثقافة والفنون قبل نهاية كل سنة ميلادية تقيم على استحياء في مقراتها أمسية أو أمسيتين لا تجد أي اهتمام من أغلب الناس وكأنها مفروضة عليهم؟
سمعنا قبل سنين طوال عن جمعية تنظيم الشعر الشعبي، لكن لم نسمع قراراً رسمياً بذلك ولم نر أي نتاج واضح لها وكأنها وئدت في مهدها؟
فهل نقول إننا مجتمع شعري بدائي؟
أم أننا مجتمع يُقدِّر الشعر فيه ولاة الأمر وينكره المسؤولون؟
وربما أقول إن جمعية متخصصة للشعر هي سراب.