عادت الرياض مع (عودة) المدارس والجامعات والأكاديميات إلى الزحام والصخب والضجيج, والمرور يعد دائما تنشيط دورياته، والأجهزة الأمنية والرقابية تنشط بكثافة تزامنا مع عودة المدارس، وكأن الرياض غرقت في سبات طوال الصيف واستيقظت مع عودة الطلاب.
لم يكن تخطيط مدينة الرياض يتبع منهجية محددة، مثل بعض عواصم ومدن العالم التي يتبع تخطيطها معالمها الطبوغرافية أما الأنهار التي تخترقها أو الأودية الأخدودية التي تتوسطها أو الجبال الشاهقة التي تقسمها أو جوارها البحري,ثم قدرة المدينة على الانعطاف والالتفاف على التضاريس ، يمكن مشاهدة ذلك في نهر النيل ودجلة والفرات والدول الأوربية: النمسا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا, وبطبيعة الحال أمريكا وكندا وكذلك دول شرق أسيا, الرياض تفتقد إلى المظاهر الجغرافية التي ترتكز عليها المدن العالمية وهي أن كانت ظاهرة سلبية وعقبة في وجه التخطيط لكن تمكن المخططون من تطويعها لتصبح ايجابية، فالرياض تفتقد للأنهر الجارية والبحار والجبال والأودية الأخدودية إلا في نهايات الجهة الغربية - وادي حنيفة - ويكاد تكون الرياض سهل منبسط واقعة في أحد سهوب نجد الطولية, رغم هذه الميزة الجغرافية إلا أن الرياض تعد من المدن الأشد ازدحاما رغم المليارات التي صرفتها الدولة على الطرق والشوارع و بقيت مدينة لا تهدأ في النهار ولا في الليل، ومع عودة الدراسة يتحول إلى زحام إلى اكتظاظ طوال اليوم بما في ذلك أيام العطل الأسبوعية.
المدن الأخرى تعرف تعددية الأدوار في المباني والطرق وتنوع الوسائل ونحن نتمدد أفقيا وحصرنا أنفسنا في شريط ضيق جدا ما بين حافة طويق غربا وحافة العرمة شرقا واستمر التخطيط بشكله الأفقي حتى بدأت الرياض بالتهام بعض أراضي المحافظات القريبة منها مثل: الدرعية، المزاحمية، صلبوخ، حريملاء, (ملهم)، رماح، الخرج.
تسبب هذا التخطيط الأفقي إلى جعل الرياض داخل شريط ضيق زاد من اختناقه حركة نقل الطلاب وعودة المدارس والجامعات وخدماتها المساندة التجهيزات والأغذية ومستلزمات الدراسة اليومية، هذا يعد فشلا في التخطيط عندما تستمر الأزمة طوال العام الدراسي، كما أننا لا نجد مثل هذه الأزمة في العديد من العواصم والمدن ومن تجول في دول العالم يدرك حقيقة الزحام في المدن السياحية التي تغص بالسياح والسكان لكن لا تصل إلى زحمة الرياض (المستدامة).